حذر علماء من أن التراجع التدريجي في أعداد الحيوانات المفترسة الكبيرة كالأسود والذئاب يشكل تهديداً للأنظمة البيئية على الأرض. وأفادت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الأميركية بتراجع خطير في أعداد أكثر من ثلاثة أرباع الأنواع المفترسة الكبيرة التي يبلغ عددها 31 نوعاً، وأن 17 نوعاً أصبحت تحتل أقل من نصف المساحات التي كانت تعيش فيها.
وأوضح الباحثون أن الحيوانات المفترسة الكبيرة تعرضت للإبادة على نطاق واسع في كثير من دول العالم المتقدمة، بما في ذلك أوروبا الغربية والولايات المتحدة. ويستمر الصيد في أنحاء العالم على رغم الدور الهام الذي تلعبه هذه الحيوانات في الحفاظ على النظام البيئي الدقيق.
على سبيل المثال، خلص الباحثون إلى أن تراجع أعداد الذئاب والأسود الأميركية في متنزه يلوستون الوطني في الولايات المتحدة أدى إلى زيادة أعداد حيوانات تتغذى على أوراق الأشجار والشتول الصغيرة، مثل الغزلان والظباء. ويؤدي هذا إلى خلل في نمو الأشجار وتكاثرها، فضلاً عن تغير أعداد مجتمعات الطيور والثدييات الصغيرة.
وفي أوروبا، ربطت الدراسة بين تراجع أعداد الوشق وزيادة أعداد غزلان اليحمور والثعالب الحمراء والأرانب البرية. وفي أفريقيا، تلازم اختفاء الأسود والفهود مع زيادة حادة في أعداد قرد النيل الأزرق، ما يشكل تهديداً للمحاصيل والماشية. وفي ألاسكا، أدى تراجع أعداد ثعالب الماء بسبب صيد الحيتان إلى زيادة أعداد قنافذ البحر وفقدان غابات عشب البحر.
وقال العلماء المشاركون في إعداد الدراسة وهم من أوروبا وأوستراليا والولايات المتحدة، إن الوقت حان لإطلاق مبادرة عالمية لإعادة هذه الحيوانات إلى الحياة البرية وتعزيز أعدادها من جديد.
الصورة: الوشق الأوروبي المهدد بالانقراض