رياض شعباني - الجزائر
في خطوة تعكس التزامها بتعزيز الغطاء النباتي وتجديد المساحات الزراعية التي أتلفتها الحرائق في السنوات الأخيرة، ناهيك عن مواجهة التغيُّرات المناخية، تستعد الجزائر لاحتضان أكبر حملة وطنية للتشجير في تاريخها اليوم السبت 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، تهدف إلى غرس مليون شجرة خلال يوم واحد عبر مختلف الولايات الجزائرية الثماني والخمسين، بمبادرة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والمديرية العامة للغابات، وبالشراكة مع جمعية الجزائر الخضراء.
وتأخذ هذا الحملة بعين الاعتبار التنوُّع المناخي للجزائر، حيث ستركّز الجهود في مناطق الشمالية على معالجة الأحواض المائية للحدّ من الانجراف وحماية السدود من الإطماء، بينما سيتم زرع أنواع نباتية مقاومة للجفاف وشبه الجفاف لمواجهة التصحُّر في مناطق الهضاب العُليا، أما في الجنوب فسيتم تدعيم الأحزمة الخضراء لحماية البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية كشبكات الطرق والسكك الحديدية والمناطق السكنية.
ويتربع الغطاء الغابي في الجزائر حالياً على مساحة تقدّر بـ4.1 ملايين هكتار مقابل 3 ملايين هكتار سنة 1962، ويعزى هذا الارتفاع إلى الجهود المبذولة في مجال إعادة التشجير. وتشكّل المساحات الغابية2 في المئة من إجمالي مساحة الجزائر و11 في المئة من مساحة شمال الجزائر، حسب ما كشفت عنه السيدة صبرينة راشدي، مديرة استصلاح الأراضي والتشجير في المديرية العامة للغابات، في تصريح لإذاعة الجزائرية، وأكدت بأن الجزائر تعمل على رفع نسبة المساحة الغابية تدريجياً إلى 16 في المئة، وهو المعيار الدولي للغطاء الغابي، من خلال تكثيف حملات التشجير واستصلاح الأراضي في مختلف المناطق.
وفي سياق متصل، أعلنت السيدة راشدي أن مشروع السدّ الأخضر الذي أُعيد إطلاقه نهاية سنة 2023، حقق نتائج ملموسة تمثّلت في إعادة تشجير 26 ألف هكتار، في خطوة تهدف إلى إحياء هذا الحزام البيئي الحيوي الذي يمثل درعاً طبيعياً في مواجهة التصحُّر.