Saturday 31 May 2025 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أخبار البيئة
 
2025 / 5 / 30 دور الإعلام في مواجهة التغيُّرات المناخية
تحت شعار "دور الإعلام في مواجهة التغيُّر المناخي" انعقد في بغداد من 21 إلى 23 أيار (مايو) مؤتمر الإعلام العربي الرابع، الذي نظمته شبكة الإعلام العراقي برعاية رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية.
 
شارك في فعاليات المؤتمر أكثر من 160 خبيراً وباحثاً وإعلامياً يمثلون نخبة من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية كبرى بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وقد تضمن جدول أعماله اجتماعات وورشاً متنوعة، وشكّل منصة إقليمية لمناقشة أحد أبرز التحديات التي تواجه العالم، وهو التغيُّر المناخي، وتحديد مسؤولية وسائل الإعلام في معالجته.
 
في ختام أعماله، صدر عن المؤتمر "بيان ختامي" جسّد رسالة موحدة تؤكد أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأحداث، بل بات لاعباً مركزياً في معركة الوعي البيئي، وأن مستقبل المنطقة يتطلب خطاباً إعلامياً استباقياً ومسؤولاً يضع الإنسان والبيئة في قلب اهتمامه، وجاء فيه: "إن كوكب الأرض يشهد تحولات مناخية غير مسبوقة تنذر بعواقب وخيمة على جميع مظاهر الحياة، إذ لم يعد التغيُّر المناخي مجرد ظاهرة بيئية، بل أصبح تحدياً وجودياً يهدد الأمن الغذائي والصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، فقد تخطى الوضع المناخي العالمي في السنوات الأخيرة كل التوقعات". وأضاف: "رغم جسامة التحديات، فلا يزال الوعي العالمي والعربي خصوصاً محدوداً بمخاطر التغيُّر المناخي وأسبابه، الأمر الذي يتطلب تحركاً عاجلاً وشاملاً".
 
وتابع البيان: "وفي هذا الإطار، يكتسب الإعلام دوراً محورياً في تشكيل الوعي العام، وتبرز أهميته كمحرك أساسي في تحفيز العمل الجماعي، وفي نشر المعرفة، وتثقيف الجمهور حول مخاطر التغيُّر المناخي، وتعزيز الشراكات والتأثير في صنّاع القرار، ويُحتّم هذا الدور على وسائل الإعلام إدماج القضايا المناخية في إستراتيجياتها التحريرية وبرامجها المستقبلية، بما يتماشى مع بلورة رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستعداد لمواجهة التحديات المطروحة".
 
ونوه البيان بأن "الظاهرة البيئية والمناخية لا تأخذ المساحات التي تستحقها في برامج المؤسسات الإعلامية بالقدر الكافي، حيث لا تزال تغطيتها محدودة، ويغلب عليها طابع التناول التقليدي"، مؤكداً أن "الإعلام يمتلك القدرة على ترجمة المصطلحات العلمية المعقدة إلى لغة مفهومة للجمهور، وعلى تحويل المعلومات الدقيقة والمتخصصة إلى معطيات مبسطة، كما يسلط الضوء على القصص الإنسانية التي تعكس تأثيرات التغيُّر المناخي في المجتمعات المحلية".
 
وبيَّن: "أن أهداف المؤتمر هي تسليط الضوء على واقع التغيُّرات البيئية والمناخية ومستقبلها وطريقة معالجتها في وسائل الإعلام، واستعراض دور وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة والإلكترونية في تعزيز وعي الجمهور بالتحديات البيئية والمناخية الحالية والمستقبلية، والـمُـساهمة في تشكيل الخطاب الإعلامي القادر على التعامل معها بمهنية إيجابية، مع التركيز على منع تضليل المعلومات المتعلقة بالمناخ، وتقديم رؤية عالية من الحذر والمصداقية، وتقاسم التجارب والخبرات في الوطن العربي في معالجة القضايا المناخية، والحد من مخاطرها، بما يعزز دور الإعلام كأداة فاعلة للتغيير الإيجابي، وتحسين الأداء الإعلامي العربي في معالجة القضايا المناخية".
 
وتضمّن البيان الختامي عدة توصيات، أولها للحكومات والجهات الوطنية، منها تضمين قضايا التغيُّر المناخي في الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية، وتسهيل النفاذ إلى المعلومات البيئية الدقيقة، وتوفير الموارد اللازمة لتعزيز الإعلام البيئي، ودعم آليات الاتصال بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام في نشر الإنذارات المبكرة للكوارث البيئية، إضافة إلى اعتماد أنظمة موحدة في الدول العربية لنشر التحذيرات لضمان استجابة إقليمية متناسقة، وإدراج التوعية البيئية بالمناهج الدراسية في مختلف المستويات التعليمية.
 
كما دعا إلى تشجيع البحث العلمي في مجال التغيُّر المناخي وتأثيراته، من خلال المؤسسات الجامعية ومراكز البحث المتخصصة، وتعزيز استخدام الذكاء الإصطناعي لتحليل البيانات البيئية، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، إلى جانب دعم المنظمات المتخصصة المحلية والدولية للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بقضايا البيئة والمناخ، وإقامة شراكات مع الأمم المتحدة ومنظماتها لتبادل المعلومات والتجارب، فضلاً عن وضع قوانين تعزز دور الإعلام في نشر المعلومات البيئية الدقيقة، ومكافحة الأخبار المضللة، وحثّ الجهات المانحة على تخصيص موارد لدعم وسائل الإعلام في إنتاج محتويات حول التعاون مع المنظمات الأممية والمنظمات العربية المتخصصة من خلال إرساء شراكات مع منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة في قضايا البيئة والتغيُّر المناخي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واتصالات الطوارئ، وذلك من خلال تبادل المعلومات والخبرات والتجارب في مجالات الإنذار المبكر وإنتاج المحتوى الإعلامي المتطور، وغيرها من المجالات ذات العلاقة".
 
الجزء الثاني من التوصيات موجه إلى وسائل الإعلام، بدءاً من تكثيف التغطيات المتزنة والمبنية على الأدلة العلمية لقضايا المناخ، مع تسليط الضوء على القصص المحلية والإنسانية والحلول المبتكرة، وتعزيز التعاون مع الخبراء والعلماء لضمان دقة المعلومات المقدمة للجمهور، وتطوير البرامج الإعلامية التوعوية حول الاستعداد لمواجهة الكوارث، وتشمل إجراءات الوقاية والحماية، وتنظيم حملات إعلامية مشتركة مع المنظمات المتخصصة لرفع الوعي بشأن التغيُّر المناخي، فضلاً عن تبني نهج التحقيق الاستقصائي في التغطيات الإعلامية لمواجهة الأخبار المضللة بشأن المناخ، وعرض القصص الإنسانية التي تعكس تأثير التغيُّر المناخي في المجتمعات المحلية لتحفيز المشاركة المجتمعية، وكذلك الاستثمار في تدريب الصحافيين بشأن قضايا التغيُّر المناخي لتحسين جودة التغطيات، وتدريب الإعلاميين على استخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة لعرض تقارير موثوقة، وتوظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي لإنشاء محتوى مبتكر وتفاعلي يسهّل وصول المعلومات العلمية إلى الجمهور، ولتحويل المعلومات البيئية التحذيرية إلى تنبيهات مرئية وصوتية، إلى جانب حثّ وسائل الإعلام على الانضمام إلى أجهزة الدولة الخاصة بالإنذار المبكر، وذلك لضمان حماية المواطنين، والحرص على احترام الأخلاقيات المهنية في التعامل مع قضايا المناخ قبل حدوث الكوارث وفي أثنائها وبعدها، والعمل على تخصيص جوائز للصحافيين والإعلاميين بقصد تشجيعهم على إنتاج محتوى إعلامي جيد ومؤثر يعنى بقضايا البيئة والمناخ.
 
أما الشق الثالث من التوصيات فخصص للمجتمع المدني، مع التركيز على تمكين المواطنين من الاطلاع على المعلومات الموثوقة من المصادر العلمية والمتخصصة، وتعزيز المبادرات المحلية التي تسلّط الضوء على الحلول المبتكرة لمعالجة تداعيات التغيُّر المناخي وتسريع التعافي من آثارها، وتشجيع الحوار المجتمعي بشأن الحلول الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة، وتنظيم فعاليات وأنشطة توعوية بمساهمة الشباب والأطفال في جهود مواجهة التغيُّر المناخي، وإطلاق حملات إعلامية مشتركة مع المنظمات المتخصصة لرفع الوعي حول التغيُّر المناخي، وتقوية القدرات الذاتية للتأهب والاستجابة المبكرة بالتنسيق مع السلطات المحلية بشأن مواجهة المخاطر وتوفير الخدمات الأساسية ومساعدة الضحايا والمتضررين من الظاهرة البيئية والمناخية، إلى جانب إسناد جوائز تشجيعية بالتعاون مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني العربية الناشطة في مجالات البيئة والمناخ، ويمكن تمويلها من قبل المؤسسات البيئية، أو إدراجها ضمن التظاهرات الإعلامية العربية.
 
وقد أشاد ممثل منظمة اليونسكو في العراق، تاب راج بانت، بأعمال المؤتمر وبنتائجه، ودعا إلى تفعيل الالتزامات الدولية في مجال البيئة من خلال الإعلام، مثنياً على مبادرة "صحافة من أجل الكوكب" التي أطلقتها اليونسكو العام الماضي في العراق، والتي تهدف إلى بناء قدرات الصحافيين وتعزيز دور الإعلام في إرساء مفاهيم العدالة المناخية والمساءلة البيئية. وأكد بانت إستعداد منظمة اليونسكو لتعزيز دعمها للعراق في مواجهة آثار التغيُّر المناخي. 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
2024 / 12 / 4 ‎دعم أوروبي جديد لتعزيز صناعة المركبات الكهربائية
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.