برازيليا، 26 أيار (مايو) 2025 – لعب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة دوراً بارزاً في مؤتمر الحوار الثاني بين البرازيل وأفريقيا حول الأمن الغذائي ومكافحة الجوع والتنمية الريفية الذي عُقد في برازيليا هذا الأسبوع. وشدّدت نائبة رئيس الصندوق، Gerardine Mukeshimana، على أن تبادل الحلول العملية والمكيّفة محلياً والمستدامة بين البلدان ذات السياقات المتشابهة، أو التعاون بين بلدان الجنوب، هو أحد أكثر الطرق فعالية لتحويل المناطق الريفية وتمكين المجتمعات الريفية. كما أنه يتيح فرصة للمؤسسات الإنمائية المتعددة الأطراف لتطوير الحلول وتوسيع نطاقها.
وقالت Mukeshimana في الحدث: "عبر أنحاء البرازيل وأفريقيا، يبتكر المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة بالفعل من خلال تحسين تربتهم واعتماد محاصيل قادرة على الصمود وتشكيل تعاونيات وبناء أسواق شاملة، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم، فنجاحهم يتوقف على الدعم التعاوني والموارد". كما شدد الصندوق على ضرورة وضع الزراعة الأسرية في صميم تمويل التنمية الريفية، بهدف ازدهار المزارع وتعزيز الرخاء في بلدان الجنوب.
أُنشئ الحوار البرازيلي الأفريقي بمبادرة من التحالف العالمي لمجموعة العشرين لمكافحة الجوع والفقر، ووفّر فرصة لأكثر من 40 وفداً رفيع المستوى من الدول الأفريقية لتبادل المعارف والخبرات بهدف تسريع تطوير نماذج تدخل تُحسِّن حياة المجتمعات الريفية.
وقالت Mukeshimana أيضاً: "يجب أن تتحول المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف من مجرد جهات تمويل إلى بناة للنظام، والعمل جنباً إلى جنب مع الحكومات والمصارف الإنمائية العامة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية الريفية لبناء نظام إيكولوجي لفرص الاستثمار القابلة للتطوير".
الاستثمار في المناطق الريفية في البرازيل وأفريقيا
يركّز الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أكثر من 60 في المئة من استثماراته في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وقد أتيحت له فرصة كبيرة خلال الحوار بين البرازيل وأفريقيا لتبادل نماذج تدخلاته التي تكمّل السياسات الوطنية القائمة في العديد من البلدان المشاركة. كما سلّط الصندوق الضوء على محفظته القوية في شمال شرق البرازيل، والتي أفضت بالفعل إلى العديد من التبادلات في مجال التعاون بين بلدان الجنوب مع البلدان الأفريقية.
وتعتبر البرازيل شريكاً مهماً للصندوق في أميريا اللاتينية والبحر الكاريبي وتمثّل 50 في المئة من استثمارات الصندوق في المنطقة، كما أنها عاشر أكبر حافظة للصندوق. وقد استُثمر حتى الآن بليون دولار أميريي في البلد، وتتوسع المبادرات التي يدعمها الصندوق تدريجياً في المناطق الأحيائية في الأمازون والغابات الأطلسية، فهذه المبادرات تستهدف المزارعين الأسريين الضعفاء والمجتمعات المحلية الريفية التي لا تمتلك أراض وتواجه الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية ومستوطنات الإصلاح الزراعي.
الصورة: ©IFAD/ Ueslei Marcelino