(رويترز) - أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، "قمة المستقبل" التي تستمر يومين وتتناول موضوع المناخ، وذلك في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث حذّر بعض الزعماء من تنامي انعدام الثقة بين الدول مع تزايد الكوارث الناجمة عن تغيُّر المناخ.
وتحدث زعماء الدول أمام المجموعة بعد تبني "ميثاق المستقبل" الذي يهدف إلى ضمان وزيادة التعاون بين الدول، حيث دعا كثيرون إلى توفير قدر أكبر من التمويل المناخي بشكل عاجل.
وقال غوتيريش للزعماء في القمة: "التحديات الدولية تتحرك بسرعة أكبر من قدرتنا على حلّها. والأزمات تتفاعل وتتغذى على بعضها البعض ــ على سبيل المثال، مع نشر التكنولوجيات الرقمية لمعلومات مضللة عن المناخ، فإن هذا يعمّق انعدام الثقة ويغذي الاستقطاب".
ورددت رئيسة وزراء باربادوس، ميا موتلي، تحذير غوتيريش، وحثّت على "إعادة ضبط" كيفية إدارة المؤسسات العالمية حتى تتمكن من الاستجابة بشكل أفضل للأزمات وخدمة الأكثر احتياجاً.
"إن الضائقة التي تعيشها مؤسسات الحكم لدينا، وانعدام الثقة بين الحكام والمحكومين، سوف تستمر في تعزيز الاغتراب الاجتماعي في جميع أنحاء العالم في الوقت الذي نحتاج فيه إلى العثور على أكبر عدد ممكن من الناس لتشكيل عالم جديد"، قالت موتلي.
وتواصلت قمة الأمم المتحدة للمناخ يوم الإثنين بخطابات من الصين والهند والولايات المتحدة.
وفي مكان آخر خلال الأسبوع، من المتوقع أن يُلقي الرئيس الأميركي جو بايدن خطاباً في حدث يحضره أيضاً الممثلة والناشطة المناخية جين فوندا ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا، من بين آخرين. كما يتضمن حدث آخر تستضيفه مؤسسة كلينتون خطابات للأمير هاري، دوق ساسكس، والممثل والناشط في مجال المياه، مات دايمون.
وقد أحصت مجموعة المناخ، التي تنسّق أسبوع المناخ، حوالي 900 حدث مرتبط بالمناخ مخطط له في جميع أنحاء المدينة هذا الأسبوع، تستضيفه شركات متعددة الجنسيات ومنظمات غير ربحية دولية وحكومات ونشطاء.
أجندة كبيرة
لقد اكتسبت القمم المناخية والأحداث مثل أسبوع المناخ، التي عقدت جنباً إلى جنب مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، نبرة أكثر إلحاحاً في السنوات الأخيرة حيث تعمل درجات الحرارة المرتفعة على تغذية الكوارث الشديدة بشكل متزايد مثل موجات الحرّ والعواصف.
وقد أعرب بعض المراقبين لمفاوضات المناخ عن أسفهم لأن الاتفاق العالمي الذي تبنته الجمعية العامة صباح الأحد لم يذهب إلى أبعد من قمة COP28 في دبي العام الماضي، في التأكيد على الالتزام بالانتقال بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري.
وقال ألدين ماير، وهو زميل بارز في مؤسسة E3G البحثية للمناخ، إن البلدان تُظهر "فقدان الذاكرة الجماعي" بشأن الحاجة إلى معالجة هذا الوقود الملوّث.
كما أن القادة يتصارعون مع تحدٍ أكثر إلحاحاً على أجندة المناخ، حيث لم يتبق سوى شهرين حتى انعقاد مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة في باكو في أذربيجان، مما يترك القليل من الوقت للاتفاق على هدف تمويل عالمي جديد ليحل محل التعهد السنوي بقيمة 100 بليون دولار والذي ينتهي في عام 2025.
ومع تقدير بعض وكالات الأمم المتحدة لاحتياجات التمويل السنوية بالتريليونات، يبحث القادة خارج ميزانياتهم الخاصة عن طرق لتعزيز أموال المناخ.
يُشار إلى أن البنك الدولي وبنوك التنمية المتعددة الأطراف الأخرى تخضع لعمليات إصلاح هذا العام، والتي قد تجعلهم يوفّرون المزيد من التمويل أو يتحمّلون المزيد من المخاطر المرتبطة بالمناخ.
وفي إطار مبادرة تقودها بربادوس وفرنسا وكينيا، تواصل البلدان أيضاً مناقشة فرض ضرائب عالمية جديدة للمساعدة في دفع تكاليف تمويل المناخ، مثل ضريبة المعاملات المالية أو ضريبة الشحن.
وأشارت الأمينة العامة للكومنولث، باتريشيا سكوتلاند، إلى أن بعض أفقر دول العالم تواجه الآن كوارث ناجمة عن تغيُّر المناخ إلى جانب زيادة عبء الديون.
وقالت سكوتلاند لرويترز: "يتعيّن علينا أن نبذل المزيد من الجهد لفهم الظلم الأساسي لأزمة الديون التي تمر بها معظم بلداننا النامية". "ويجب على بنوك التنمية والبنك الدولي أن تتحرك لمواجهة هذا الواقع".