أظهرت مسودات وثائق أن المفوضية الأوروبية المقبلة لن تتمكن بعد الآن من الاعتماد على إجماع واسع النطاق بين المشرّعين لدعم سياسات تغيُّر المناخ الطموحة، مع انقسام المشرّعين بشأن ما إذا كان ينبغي إلغاء أو تعزيز التدابير الخضراء.
بعد انتخابات الاتحاد الأوروبي التي جرت الشهر الماضي، يناقش المشرّعون الجدد أولويات سياساتهم للفترة المقبلة للبرلمان الأوروبي الممتدة لخمس سنوات.
وتظهر مسودات تلك الأولويات، التي راجعتها رويترز، أن بعض أكبر مجموعات المشرّعين تعتزم عرقلة سياسات المناخ الجديدة أو التراجع عن بعض السياسات القائمة.
وأظهرت المسودات، أن حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، وهو أكبر مجموعة برلمانية، والمجموعة اليمينية للمحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، رابع أكبر مجموعة، تريد مراجعة الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في عام 2035 على مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق.
إلغاء الحظر
وجاء في مسودة أولويات المجموعة، أن “الائتلاف سيسعى إلى إلغاء الحظر“.
كما سيطعن المحافظون الجدد في اقتراح متوقع من المفوضية الأوروبية بإلزام الاتحاد الأوروبي بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 90 في المئة بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 1990.
وجاء في الوثيقة “في ظل التحديات العالمية غير المسبوقة وارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف الكربون، فإننا نشعر بالقلق بشأن توقيت هذا الهدف المناخي الطموح”.
ولم يذكر مشروع الوثيقة الذي أعدته مجموعة الشعب الأوروبي هدف عام 2040.
تأجيل السياسات الخضراء الأخرى
وقالت المجموعة، إن المجموعة تدعم أهداف الانبعاثات الحالية للاتحاد الأوروبي، لكن ينبغي تأجيل السياسات الخضراء الأخرى ــ بما في ذلك الحظر القادم على السلع المستوردة المرتبطة بإزالة الغابات.
ويشكّل حزب الشعب الأوروبي وحزب المحافظين الأوروبيين مجتمعين 266 مقعداً من أصل 720 مقعداً في البرلمان الأوروبي.
ومن المرجح أن تجد الدعوات إلى عكس سياسات المناخ دعماً أيضاً من تحالف الوطنيين من أجل أوروبا اليميني المتطرف الذي تشكل حديثاً والذي يضم 84 مقعداً.
ومع ذلك، فإن الاشتراكيين والديمقراطيين – ثاني أكبر مجموعة في البرلمان، والتي تضم 136 نائباً – يعارضون إضعاف سياسات المناخ، ويريدون هدفاً مناخياً طموحاً بحلول عام 2040، وفقاً لمسودة أولوياتهم.
ويحظى هذا الموقف بدعم من مجموعة “رينيو” الليبرالية وحزب الخضر – اللذين يمثلان 129 نائباً في البرلمان.
وجاء في مسودة أولويات رينيو: “نتوقع أن تلتزم المفوضية بمواصلة الصفقة الخضراء .. دون تراجع”.
ويشكّل الانقسام صداعاً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي تحاول تأمين دعم أغلبية المشرّعين في الاتحاد الأوروبي في تصويت الأسبوع المقبل، للفوز بولاية ثانية في منصبها.