التربة السليمة أساس الغذاء والوقود والألياف وحتى الأدوية، هذا ما أكدت عليه منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في إطلاق السنة العالمية للتربة 2015. ولفت مديرها العام جوزيه غرازيانو دا سيلفا إلى أن "لدينا اليوم أكثر من 805 ملايين شخص يواجهون المجاعة وسوء التغذية، والنمو السكاني يتطلب زيادة إنتاج الغذاء 60 في المئة، وللأسف فإن 33 في المئة من مواردنا الترابية العالمية في حال تدهور".
تقدر الفاو أن ثلث الأتربة في العالم يتدهور بسبب التعرية والانضغاط ومنع التصريف والتملح واستنزاف المواد العضوية والمغذيات والتحمض والتلوث وعمليات أخرى تسببها ممارسات غير مستدامة لادارة الأراضي. وما لم يتم اعتماد أساليب جديدة، فان حصة الفرد من الأرض المنتجة والصالحة للزراعة في العالم سنة 2050 ستكون ربع ما كانت عام 1960.
وتشير الفاو الى أن ربع التنوع البيولوجي في العالم يعيش تحت سطح الأرض، حيث تبدو دودة الأرض عملاقة إزاء البكتيريا والفطريات. هذه الكائنات، بما فيها جذور النباتات، تدفع دورة المغذيات وتساعد النباتات في الحصول عليها، وبذلك تدعم التنوع البيولوجي فوق سطح الأرض أيضاً.
وبفضل الإدارة الجيدة، يمكن لهذه الكائنات التي لا نلاحظها عادة أن تعزز أيضاً قدرة التربة على امتصاص الكربون وتخفيف التصحر بحيث يمكن عزل المزيد من الكربون، ما يساعد في موازنة انبعاثات غازات الدفيئة من النشاطات الزراعية.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت 5 كانون الأول (ديسمبر) يوماً عالمياً للتربة واحتفل به للمرة الأولى عام 2014.