بدأت هيئة البيئة–أبوظبي تنفيذ مبادرة بيئية رائدة تهدف إلى رسم خريطة لمستويات الضوضاء في جميع أنحاء أبوظبي، لتحديد مصادرها والمناطق السكنية الأكثر تضرراً، وتقييم مدى تأثيرها على كل منطقة في الإمارة.
بالتوازي مع هذه المبادرة، تم تشكيل لجنة للضوضاء على مستوى الإمارة تضم أكثر من 10 جهات حكومية، للاستفادة من نتائج مشروع الضوضاء في وضع الخطط المستقبلية، واستكشاف المبادرات التي ستساعد كل جهة على وضع خطط للحدّ منها في القطاعات التي تقع ضمن مسؤولياتها.
يُشار إلى أن الهيئة بدأت في رصد مستويات الضوضاء في أبوظبي منذ عام 2007 من خلال شبكة مراقبة جودة الهواء التي تديرها، وهذه المبادرة تُشكِّل أهمية بالغة للهيئة، وذلك لأن الضوضاء لها تأثير مباشر على صحة الإنسان، حيث تتسبب في التوتر، واضطرابات النوم، ومشاكل القلب، والأوعية الدموية، وغيرها. ومن خلال تحديد المناطق ذات مستويات الضوضاء العالية، يمكن للهيئات المعنية بالصحة العامة تقييم المخاطر الصحية المحتملة، واتخاذ التدابير اللازمة لها. كما يمكن لمخططي المدن استخدام نتائج النمذجة الرياضية للضوضاء لاتخاذ قرارات فعّالة بشأن لوائح استخدام الأراضي وتقسيم المناطق في الإمارة. على سبيل المثال، يمكن حماية المناطق الحساسة مثل المناطق السكنية، والمدارس، والمستشفيات من مصادر الضوضاء العالية، مثل الأنشطة الصناعية أو التجارية وغيرها.
كما يساهم التقييم الشامل لمستويات الضوضاء، في دعم الجهات المعنية وخاصة مخططي ومهندسي المدن في تصميم استراتيجيات فعّالة للحدّ من الضوضاء، بما في ذلك استخدام حواجز الصوت، والمساحات الخضراء، وإجراء التغييرات المدروسة في البنية التحتية، لتقليل مستوياتها، وتحسين نوعية الحياة بشكل عام في أبوظبي.