ليس الدب القطبي الحيوان الوحيد المهدد بذوبان الجليد البحري في منطقة القطب الشمالي. فقد لاحظ الباحثون أن الثروة النباتية باتت تبكّر في النضج سنة بعد أخرى بنحو 16 يوماً عند المقارنة بين العامين 2011 و2002. وبموازاة ذلك، انخفض عدد الأيائل في غرينلاند بسبب تراجع الولادات وارتفاع نسبة نفوق هذه الحيوانات. فحتى لو بدأ النبات ينضج قبل الأوان، لم تغيّر الأيائل موجات الهجرة التي تتبعها منذ آلاف السنين. وهي تدفع غالياً ثمن هذا الفارق في التوقيت.
وتعتمد الأيائل على الثروة النباتية لتؤمّن قوتها. وخلال أشهر الشتاء الطويلة في منطقة القطب الشمالي، تحفر في الجليد لتأكل نبات الأشنة. لكنها تأكل في الربيع من نباتات التوندرا المبرعمة التي تحوي قيمة غذائية أكبر. وهي تعرف من النهار الذي يطول أن الوقت حان لتهاجر إلى مناطق أخرى حيث الثروة النباتية الربيعية أكبر. وتتزامن هذه الفترة مع فترة الإنجاب. لكن، بسبب نضج النبات قبل أوانه، تصل الإناث متأخرة إلى مواقع الولادة التقليدية، بعدما تخطّى النبات ذروة إنتاجه وبدأت قيمته الغذائية تنخفض.