البرازيل، 9 نيسان (أبريل) 2024 – كشف اليوم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة ومنظمة الحفاظ على الأراضي ‑ وهي منظمة غير حكومية برازيلية مرموقة تعمل في جنوب ولاية باهيا ‑ النقاب عن مشروع CompensaAÇÃO الجديد: تعزيز الدفع مقابل الخدمات البيئية من أجل سلاسل إمداد خالية من إزالة الغابات في البرازيل.
وسيكون مشروع CompensaAÇÃO استثماراً مشتركاً بقيمة 4.9 مليون دولار أميركي من قبل الصندوق وجمهورية ألمانيا، وسيُنفذ في الوحدة الأحيائية للغابات الأطلسية، وهي من أكثر المناطق المهددة بإزالة الغابات في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 88 في المئة من الغطاء الحرجي الأصلي قد فُقد، وإلى أن 24 في المئة من أنواعه الحيوانية والنباتية المحلية معرضة للخطر. وعلاوة على ذلك، لا تزال مستويات الفقر مرتفعة. ففي عام 2021، كان 46.5 في المئة من سكان باهيا، وهي نسبة مقلقة، يعيشون في فقر، وكان 15.8 في المئة منهم يعيشون في فقر مدقع، وهما أعلى معدّلَين في السنوات التسع الماضية.
ويتمثّل الهدف الرئيسي من مشروع CompensAÇÃO في تهيئة الظروف لتعزيز الانتقال إلى الحراجة الزراعية في مناطق إنتاج الكاكاو. وتهدف هذه العملية إلى زيادة القدرة على الصمود والفوائد الاقتصادية، وفي الوقت نفسه التخفيف من تدهور الغابات وإزالة الغابات في منطقة الكاكاو جنوب باهيا. وسيتخذ الدفع للمنتجين مقابل خدمات النظم الإيكولوجية شكل مواد لإعادة التحريج والتعويض النقدي.
وهذا المشروع هو جزء من مسار عمل أوسع نطاقا تموله الحكومة الألمانية من خلال برنامج التأقلم المعزز لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة التابع للصندوق الذي يجري تنفيذه في ليسوتو وإثيوبيا والبرازيل.
وسيسعى المشروع أيضاً إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر الريفية، والحد من ضعفها، وزيادة قدرتها على الصمود في وجه تغيُّر المناخ. ومن المتوقع أن يشارك ما مجموعه 1 600 أسرة، ونسبة 50 في المئة من هذه الأسر هي من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعملون في الزراعة الأسرية ذات الإنتاجية المنخفضة. وعلاوة على ذلك، فإن ما لا يقل عن 20 في المئة سيكونون من الـquilombolas (المجتمعات المحلية التقليدية المنحدرة من أصل أفريقي) و30 في المئة من مستوطني الإصلاح الزراعي. ومن مجموع المستفيدين، ستمثل النساء نسبة 50 في المئة، والشباب نسبة 15 في المئة.
وسيكون مشروع CompensAÇÃO رائداً في تعزيز الآلية المبتكرة للدفع مقابل الخدمات البيئية، وسيسفر عن دروس قيّمة لتكييف هذا النموذج مع السياقات البيئية المختلفة لحافظة المشروعات التي يموّلها الصندوق. وستقدم هذه المبادرة نهجاً شاملاً للدفع مقابل الخدمات البيئية، يتضمن عناصر نقدية وغير نقدية لضمان استمرار وجود الغابة التي لا تزال باقية. وينطوي ذلك على إدماج أفضل ممارسات الحراجة الزراعية في الأنشطة الزراعية وإثراء تنوُّع أنواع الغابات في مناطق الكاكاو القائمة.
وشدد Claus Reiner، المدير القطري للصندوق في البرازيل، على أن مشروع CompensAÇÃO سيغطي تطوير وتنفيذ نظام الدفع مقابل الخدمات البيئية، وربط المبادئ الإيكولوجية التي تحافظ على خصوبة التربة وتستعيد خدمات النظم الإيكولوجية المتنوعة. وعلاوة على ذلك، سيجري توسيع نطاق الأنشطة لدعم سياسات الدفع مقابل الخدمات البيئية على مستوى البلديات وعلى المستوى الإقليمي، وتعزيز الاتفاقيات المؤسسية من خلال عمليات الحوكمة التشاركية.
وسيعزز المشروع الجديد التنمية الاقتصادية والإنتاجية والمناخية المستدامة في باهيا من خلال عمليات إنتاج متنوعة ومحسنة مصممة خصيصاً لسياق تغيُّر المناخ والنظم الزراعية الغذائية المستدامة لزيادة دخل المزارعين الأسريين. وأشارت Cintia Guzmán، مسؤولة برامج الصندوق في البرازيل: "يُعتبر الدفع مقابل الخدمات البيئية النقدية وغير النقدية مزيجاً ذكياً من الدخل الذي يساهم في تحسين الأمن الغذائي وزيادة خدمات النظم الإيكولوجية، بالإضافة إلى التخفيف من آثار تغيُّر المناخ وتيسير القدرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ. ومن شأن توليد دخل مستدام أن يعزز حافز الأسر لمواصلة الاضطلاع بهذه الأنشطة والحفاظ على الموارد الطبيعية".
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الإطلاق جرت خلال بعثة تقنية للفريق القطري للصندوق إلى البرازيل امتدت من 9 إلى 11 نيسان (أبريل) في باهيا، جرى خلالها توفير تدريب تمهيدي للفريق المسؤول عن هذا المشروع الجديد، فضلاً عن الجهات الفاعلة والشركاء الرئيسيين الآخرين.