أشاد العلماء بنتائج دراسة رائدة اكتشفوا من خلالها بكتيريا وبروتينات تشارك بنشاط في تحلل البلاستيك، ما يوفر رؤى جديدة لمعالجة مشكلة التلوّث البلاستيكي، حيث يقدّر أن ما يصل إلى مليوني طن متري يدخل المحيطات كل عام، ما يؤدي إلى إتلاف الحياة البرية والنظم البيئية.
وكشف العلماء في كلية العلوم الطبيعية في جامعة ستيرلينغ عن الدور الحاسم للبكتيريا التي تعيش على الحطام البلاستيكي. ووجدوا أدلة يمكن أن تحدد التحلل النهائي للمواد البلاستيكية والذي يمكن أن يستغرق حالياً مئات السنين.
وقالت الجامعة إن نتائج الدراسة تؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد وظيفة الكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر الحطام البلاستيكي البحري عبر مناطق جغرافية أكبر.
وقام العلماء، بالتعاون مع خبراء من جامعة مونس في بلجيكا، بتحليل البروتينات الموجودة في عيّنات بلاستيكية مأخوذة من شاطئ غولان في شرق لوثيان في اسكتلندا.
وعلى عكس الدراسات السابقة التي أجريت في المناخات الأكثر دفئاً، والتي ركّزت على الإمكانات الجينية للأغشية الحيوية التي تعيش في المواد البلاستيكية، اتبع هذا البحث الذي قادته الدكتورة سابين ماتالانا-سورجيت نهجاً فريداَ من خلال تحليل البروتينات التي تعبّر عنها الكائنات الحية الدقيقة النشطة.
وقالت الدكتورة ماتالانا-سورجيت: "لقد وصل التلوّث البلاستيكي إلى مستويات حرجة في البيئة البحرية، حيث تشير التقديرات إلى توزيع تريليونات من القطع البلاستيكية الفردية في جميع أنحاء محيطات العالم. ويسبب هذا البلاستيك اضطراباً بيئياً واجتماعياً واقتصادياً كبيراً لأنه يتراكم في الدوامات المحيطية والموائل الساحلية، وتبتلعه الأسماك والطيور البحرية والثدييات البحرية. وتستعمر الكائنات الحية الدقيقة بسرعة سطح التلوّث البلاستيكي عندما يدخل البيئة، ويمكن لتفاعلاتها البيئية المعقدة أن تشكل مصير البلاستيك في الأنظمة البحرية".
وأضافت: "إن فهم وظيفة وبيئة الكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر التلوّث البلاستيكي يعدّ أمراً حيوياً لتقييم مخاطر التلوّث البلاستيكي البحري بشكل مناسب وتمهيد الطريق للاكتشاف الحيوي بما يتجاوز التحلل البيولوجي البلاستيكي".
وتابعت: "تتناول دراستنا فجوة حرجة في فهمنا للأدوار البيئية للكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر التلوّث البلاستيكي البحري. لقد حددت دراسات قليلة المسارات الأيضية التي تعبّر عنها هذه الكائنات الحية الدقيقة، خاصة في المناخات الباردة. واستخدم نهجنا أحدث ما توصل إليه علم الميتروبروتينات المقارنة والأوميات المتعددة لتحديد، ليس فقط الكائنات الحية الدقيقة التي كانت موجودة في التلوّث البلاستيكي البحري، ولكن أيضاً الكائنات الحية الدقيقة التي كانت نشطة. وهذا أمر مهم لأن بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر التلوّث البلاستيكي معروفة بقدرتها على تحليل الهيدروكربونات والملوثات الأخرى". (عن "إندبندنت")