قادت الصدفة عالمة المحيطات البريطانية داون واتسون، أثناء عملية غوص روتينية على مسافة 300 متر من شاطئ مدينة كلي شمال شرق لندن، الى العثور على جذوع أشجار وأغصان يبلغ طولها 10 أمتار مغطاة بالطحالب والترسبات والأصداف، وهي لا تزال محفوظة في حال جيدة.
استدعى هذا الكشف المهم استقدام فريق علمي بحري مزود أحدث أدوات التكنولوجيا لسبر أغوار بحر المانش، أو القناة الإنكليزية حالياً، بحثاً عن أدلة اضافية. وفي ظل عدم العثور على حطام سفن في قاع البحر حيث ترسبت الأشجار، انتفت فرضية غرق سفينة كانت محملة بالأخشاب، ما يدعم من جديد اقتناع علماء المحيطات بأن بريطانيا الحالية لم تكن جزيرة قبل آلاف السنين بل كانت متصلة بالبر الأوروبي، وأن الكشف الجديد يؤكد وجود غابة في بحر المانش قبل 10 آلاف سنة على الأقل، غمرتها المياه أواخر العصر الجليدي الأخير.
واستندت اقتناعات علماء المحيطات الفرنسيين حول اتصال البرين الأوروبي والبريطاني الى شباك صيادي السمك في بحر المانش التي غالباً ما حملت الى سطح الماء أدلة قاطعة في هذا الشأن، من بقايا أنياب حيوان الماموث المنقرض وعظام حيوانات برية أخرى نباتية الى أدوات بدائية صوانية وفؤوس ومجاذيف، وغير ذلك من البقايا التي يعود تاريخها الى ما بين 5 آلاف و300 ألف سنة.