مع بدء موسم الصيف والسباحة، تصنف دول العالم شواطئها لتعطي معلومات للناس حول المواقع المأمونة وغير المأمونة بناءً على فحوصات تجرى في المختبرات. للأسف هذا الشيء غير معمول به في معظم البلدان العربية. وحتى في البلدان حيث تجري مراكز الأبحاث فحوصات، يتم استعمالها للأبحاث العلمية فقط ولا يتم إعلانها للجمهور.
وقد دأبت مجلة "البيئة والتنمية" على إجراء فحوصات لمياه الشاطئ اللبناني في مختبرات جامعية. ولما كانت المجارير التي يتم تصريفها في البحر بلا معالجة هي السبب الرئيسي لتلوث المياه بالبكتيريا الجرثومية القولونية، فما زالت مستويات التلوث نفسها في المواقع نفسها سنة بعد سنة. ومن الملاحظ أن مشكلة التلوث تظهر في المناطق المجاورة لمصبّات الأنهار التي تحوّلت إلى مجارير مفتوحة، وتخفّ في المناطق بين المصبات وبحسب اتجاهات التيارات المائية.
وفي بعض الشواطئ تم قياس معدلات "مرعبة" للمستعمرات الجرثومية القولونية. فمن بين أهم خمسة عشر موقعاً يرتادها اللبنانيون للسباحة، هناك سبعة مواقع غير مأمونة على الاطلاق ويجب منع السباحة فيها، مثل المسبح الشعبي في صيدا وشاطئ ضبيه - نهر الكلب وسلعاتا والمسبح الشعبي في الرملة البيضاء. تبلغ نسبة البكتيريا القولونية في كل مئة مليليتر من المياه في بعض هذه المواقع عشرة أضعاف المستوى المسموح به، حيث يُسجَل ألف مستعمرة قولونية لكل مئة مليليتر، في حين أن الحد الأقصى مئة مستعمرة لكل مئة مليليتر. لكن هناك سبعة مواقع صالحة للسباحة، تقع على شاطئ الناقورة والرميلة والجيّة وعمشيت والبترون وحلبا.