قضت محكمة أميركية في ولاية فلوريدا أمس بأن تدفع شركة التبغ العملاقة “ار جيه رينولدز" مبلغ 23.6 بليون دولار كتعويضات لأرملة مدخن قضى بسرطان الرئة، وهو أكبر مبلغ يخصص لمدع واحد في تاريخ الولايات المتحدة. وكان مايكل جونسون سائق حافلة، وقد توفي بسرطان الرئة عام 1996 عن 36 عاماً.
وخلال جلسات الاستماع في المحاكمة التي استمرت أربعة اسابيع، ركز محامو المدعية على أن شركة التبغ "أهملت إبلاغ مستهلكي سجائرها بمخاطر التدخين، وبالتالي أدت إلى اصابة جونسون بسرطان الرئة، ثم الوفاة من جراء التدخين"، إذ أنه أصبح مدمناً على التدخين، وحاول مراراً الإقلاع عنه من دون فائدة.
وقال المحامي ويلي غاير : "نأمل أن يرسل هذا الحكم إلى شركة أر جي رينولدز والشركات الكبرى في مجال صناعة السجائر رسالة تجبرهم على وقف تعريض حياة الأشخاص الأبرياء للخطر".
وما زال التدخين السبب الأول للوفاة المبكرة في الولايات المتحدة ويؤدي الى موت نصف مليون أميركي كل سنة، كما يقول الخبراء. ويشكل المدخنون 18 في المئة من الأميركيين مقابل 42 في المئة في ستينات القرن الماضي.
وتعتزم شركة التبغ العملاقة استئناف الحكم، بحسب ما أعلن نائب رئيسها جيفري رابورن، معتبراً أن الحكم الصادر بحق شركته "بعيد كل البعد عن المنطق والعدل".
وكانت الشركة أعلنت قبل أيام من صدور الحكم غير المسبوق أنها ستستحوذ على منافستها "لوريلار" لإنشاء مجموعة عملاقة قادرة على غزو اسواق السجائر الالكترونية، التي يشكل نموها تعويضاً عن تراجع بيع السجائر التقليدية. وقد تؤدي عملية الاستحواذ هذه إلى إعادة رسم السوق الاميركية للتبغ، وهي من أكبر الأسواق في العالم، إذ تجاوزت قيمة المبيعات فيها 90 بليون يورو (120 بليون دولار) في العام الماضي، بحسب معهد الأبحاث "يورومونيتور".
وكانت مجموعة من خمسين طبيباً خبيراً في منظمة الصحة العالمية قالت إن البديل الالكتروني الذي يسمح باستنشاق البخار وليس الدخان ولا يحتوي على القطران يمكن أن يساهم في منع الكثير من أنواع السرطان والأمراض الأخرى الناجمة عن السجائر التقليدية التي تقتل شخصاً كل ست ثوان في العالم.