أكّد خبراء في شئون المناخ أن انخفاض معدلات إزالة الغابات في دول مثل إندونيسيا وماليزيا وكولومبيا والبرازيل يمكن أن يوفّر دفعة لجهود مكافحة تغيُّر المناخ والحفاظ على التنوُّع البيولوجي.
وأضافوا أن هناك تفاؤل حذر مع تباطؤ مؤشرات خسارة الغابات العالمية، على الرغم من استمرارها في العام الماضي.
وشدد كارلوس نوبري، أحد كبار علماء المناخ في البرازيل، على "أهمية الدعم الدولي لمكافحة إزالة الغابات في منطقة الأمازون"، مؤكداً أن هناك فرصة لحماية غابات العالم من التعديات، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضاف: "أستطيع أن أرى حركة سياسية أكبر في جميع أنحاء العالم للحد من إزالة الغابات، مثل إندونيسيا، وبعض البلدان في إفريقيا، والعديد من البلدان في الأمازون".
وتابع: "في البرازيل، كان هناك انخفاض كبير في إزالة الغابات في حزيران (يونيو) الماضي".
ومضى قائلاً: "عندما تقوم بمقارنة العام الجاري بالعام الماضي، قد يكون هناك انخفاض بنسبة 50 في المئة، وهو أمر جيد جداً".
وأكد أنه "إذا أرادت البرازيل الوصول إلى عدم إزالة الغابات بحلول عام 2030، فإن الانخفاض بنسبة 50 في المئة خبر جيد للغاية".
وصرحت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلڤا، للغارديان الأسبوع الماضي، بأن إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية تراجعت بنسبة 60 في المئة على الأقل في تموز (يوليو).
وكانت البرازيل تحت الإدارة الأولى للرئيس البرازيلي الحالي، لويز إيناسيو لولا دا سيلڤا، (2003–2011) هي المثال الوحيد لدولة غابات استوائية كبيرة حققت انخفاضاً كبيراً ومستداماً في خسائر الغابات، حيث انخفضت بنسبة 84 في المئة بين عامي 2004 و 2012، وهو اتجاه انعكس في ظل رئاسة جايير بولسونارو (2019-2023).
وفي إندونيسيا وماليزيا، يقول الخبراء إن الدولتين، أكبر منتجتين لزيت النخيل في العالم، حذتا حذو البرازيل التاريخي، حيث خفضت إندونيسيا خسارتها الأولية للغابات بنسبة 64 في المئة، مقارنة بالسنوات الـ3 (من 2020 حتى 2022) التي أعقبت حرائق الغابات في 2019، وهي نسبة انخفاض أكثر من أي دولة أخرى، كما حققت ماليزيا انخفاضاً في إزالة الغابات بلغ 57 في المئة، وفقاً لبيانات منظمة مراقبة الغابات العالمية.
وقالت ليز غولدمان، كبيرة مديري أبحاث نظام المعلومات الجغرافية في منظمة مراقبة الغابات العالمية، إنه "من وجهة نظر البيانات، أعتقد أنه يجب تضمين إندونيسيا وماليزيا كقصص نجاح. لقد مرّت عدة سنوات حتى الآن، منذ حرائق عام 2015، نحن نرى حقاً إجراءات الحكومة والشركات تتحد معاً ليكون لها تأثير إيجابي هناك.
وأضافت أن "الشيء الذي يخرج عن سيطرة الجميع هو الطقس. لم يكن هناك نفس النوع من ظروف جفاف الـ نينيو مثل عام 2015 ".
كما أكد عريف ويجايا، مدير برنامج معهد الموارد العالمية في إندونيسيا، أن زيادة إنفاذ القانون وجهود التخفيف من الحرائق وحظر الزراعة في المناطق الحساسة ساهمت في انخفاض إزالة الغابات.
واستشهد بالملف البرازيلي، قائلاً: "أعتقد أن الحكومة قامت بعمل جيد. حذت إندونيسيا حذو إدارة لولا الأولى"، وتابع: "لكن ماذا حدث في البرازيل عندما جاءت الانتخابات؟ تغيّرت الأولويات. علينا أن ننظر في انتخابات العام المقبل في إندونيسيا و أولويات الحكومة المقبلة في ملف الغابات".
وحثّ ويجايا على توخي الحذر بشأن قانون إزالة الغابات الجديد للاتحاد الأوروبي، الذي يحظر السلع المرتبطة بفقدان الغابات بعد عام 2020، وسط شكاوى من ماليزيا ودول أخرى من أنها لا تعترف بالتقدم الذي أحرزته بعض الدول.
وفي الأيام المقبلة، سيستضيف لولا دا سيلڤا قمة لعموم الأمازون حول مستقبل أكبر غابة مطيرة في العالم، حيث يأمل القادة من فنزويلا إلى بيرو بتقديم خطة في مؤتمر المناخ في الإمارات (كوب 28)، في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لوقف تدمير الغابات. (عن "الشروق" المصرية)