عاودت اليابان أمس تشغيل مفاعل نووي، واضعة حداً لإغلاق كل منشآت الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما النووية في 2011. وشغلت شركة "كيوشو" للطاقة الكهربائية أحد مفاعلات محطة «سنداي» على بعد نحو ألف كيلومتر جنوب غرب العاصمة طوكيو.
ويستأنف العمل في منشآت الطاقة النووية بعد أربع سنوات على زلزال وتسونامي ضربا محطة فوكوشيما، ما أدى إلى وقف العمل في المنشآت النووية اليابانية والبدء في البحث عن مستقبل بديل. وأسفر الحادث آنذاك عن إطلاق إشعاعات فوق منطقة واسعة وأجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم، والكثير منهم لن يتمكن من العودة أبداً. ويتوقع أن يحتاج تفكيك منشآت فوكوشيما عقوداً، مع ما يترتب من تكاليف التعويضات التي تخطت اليوم 57 بليون دولار، فضلاً عن تكاليف تنظيف الموقع.
ولا يزال الرأي العام الياباني معارضاً بشدة للطاقة النووية. ونقلت محطات تلفزيونية مشاهد متظاهرين يتصادمون مع الشرطة أمام محطة سنداي، من بينهم رئيس الحكومة السابق ناوتو كان الذي أصبح من أهم الناشطين في الحراك المعارض للطاقة النووية.
واضطرت اليابان، التي كانت تعتمد على الطاقة النووية لإنتاج ربع حاجتها من الكهرباء لضعف مواردها الطبيعية، إلى إعادة تشغيل مفاعلين في شكل موقت لتأمين حاجتها بعد حادثة فوكوشيما. لكن أوقف العمل بهما في أيلول (سبتمبر) 2013 لتتحول اليابان إلى دولة خالية من الطاقة النووية لنحو سنتين. وفرضت طوكيو قيوداً جديدة قاسية لتفادي تكرار حادث فوكوشيما، من بينها إجراءات وقاية إضافية وجدران مدعمة مضادة للتسونامي في بعض المناطق.
وقال وزير الصناعة يوشي ميازاوا: «من المهم إعادة تشغيل المفاعلات النووية كل لوحده من منظور أمن الطاقة، فضلاً عن الاقتصاد والإجراءات المتخذة ضد الاحتباس الحراري، ولكن السلامة تبقى أولوية». وأضاف أنه في حال وقوع حادث آخر فان الحكومة «ستتعامل معه بمسؤولية».
ويعتمد رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي على إجراءات السلامة المشددة لإعادة تشغيل عشرات المفاعلات، اذ إن سياسة طوكيو في مجال الطاقة تسعى إلى التوصل لتأمين 22 في المئة من حاجة اليابان من الطاقة عبر القطاع النووي بحلول سنة 2030. وتتطلع شركات الطاقة التي تمتلك المفاعلات النووية لإعادة تشغيلها، بعد سنوات اضطرت خلالها للتعويض عن خسارتها عبر اللجوء إلى الوقود الأحفوري المكلف جداً.
وقد ارتفعت كلفة إنتاج الطاقة في اليابان في شكل كبير بعد وقف تشغيل المفاعلات النووية، ما أدخل البلاد في عجز تجاري. وضاعف تراجع قيمة الين الياباني أزمة التكاليف المرتفعة، ما زاد كلفة واردات الطاقة.
الصورة: تقنيون يشغلون المفاعل النووي في محطة "سنداي"