ارتفاع الحرارة في العالم يشكل تهديداً متزايداً لصحة بلايين البشر ومصادر غذائهم ومياههم وأوضاعهم الاقتصادية. هذا ما حذر منه علماء كبار في تقرير دولي حض الحكومات على اتخاد إجراء سريع لمواجهة تأثيرات الانبعاثات الكربونية على مناخ العالم.
جاء في التقرير الصادر أمس عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن تأثيرات الاحترار تتجلى في كل مكان، ما يزيد احتمال حدوث نواقص غذائية وكوارث طبيعية ونشوب حروب. وتوقع التقرير أن يخفض الاحترار العالمي الانتاج الاقتصادي العالمي ما بين 0.2 و2 في المئة كل سنة في حال ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية درجتين مئويتين.
وتتراوح الأخطار من اضطراب سبل العيش إلى الموت في المناطق الساحلية المنخفضة والجزر الصغيرة، نتيجة اشتداد العواصف والفيضانات الساحلية وارتفاع مستوى البحر. ويدعو التقرير إلى ضرورة اتخاذ اجراء فوري، محذراً من أن البشر مسؤولون عن الاحترار العالمي الذي يسبب موجات جفاف وصقيع وارتفاعاً في مستويات البحار.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري معلقاً: "ما لم نتصرف بشكل دراماتيكي وسريع، فان العلم ينبئنا بأن مناخنا ونمط حياتنا هما فعلاً في خطر. وإنكار العلم هو سوء تصرف".
ولكن ما زالت حكومات كثيرة تصر على أن تلتمس تأكيداً علمياً إضافياً قبل أن تخصص استثمارات ببلايين الدولارات لإجراءات متنوعة، من بناء سدود وحواجز لمنع الفيضانات البحرية إلى تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة.
هذا التقرير هو الثاني في سلسلة من أربعة أجزاء تصدرها الهيئة الحكومية الدولية، بهدف توجيه الحكومات التي تعهدت بالموافقة على إبرام معاهدة سنة 2015 لإبطاء تغير المناخ. وكان التقرير الأول صدر في أيلول (سبتمبر) 2013، ورفع الى 95 في المئة احتمال أن يكون معظم الاحترار العالمي من صنع الانسان.