حذّرت دراسة جديدة من أن إزالة الغابات ونقص الغذاء يدفع الخفافيش إلى الاقتراب من البشر والحيوانات، الأمر الذي قد يتسبب في النهاية في انتقال الڤيروسات التي تحملها إلى البشر.
وتعدّ الخفافيش مستودعات معروفة لمجموعة متنوعة من الڤيروسات التي تسبب أمراضاً خطيرة في البشر، وقد ارتبطت بانتشار ڤيروسات هيندرا وماربورغ وإيبولا، بالإضافة إلى فيروسات كورونا.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد أفادت الدراسة الجديدة، التي تستند إلى 25 عاماً من البحث في أصل ڤيروس هيندرا، بأن إزالة الغابات، إلى جانب نقص الغذاء المرتبط بالمناخ، دفعت الخفافيش إلى الموائل التي يسيطر عليها الإنسان مثل المزارع، حيث يتوفر الطعام بسهولة ولكن قد يكون أقل جودة، ومن هنا حدث تفشي ڤيروس هيندرا في عام 1994 في أوستراليا.
ولفتت الدراسة إلى أنه، في المزارع، لا يزيد الاتصال بين الخفافيش والبشر والحيوانات فحسب، بل قد تفرز أيضاً مستويات أعلى من الڤيروسات، ربما بسبب الضغط الذي يصيبها للحصول على الغذاء.
وقالت راينا بولرايت، الباحثة في مجال الأمراض المعدية في جامعة كورنيل الأميركية والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نُشرت الأربعاء في مجلة «نيتشر»: «عن طريق إزالة الغابات، نحن نقود الخفافيش إلى حافة الهاوية حقاً ونزيد من ضغوطها للتأقلم مع الوضع الجديد، وهي أمور تتسبب في زيادة إفرازها للڤيروسات ومسببات الأمراض التي تنقلها في النهاية إلى البشر».
وأضافت: «باختصار، فإننا إذا سمحنا للخفافيش بالوجود والازدهار بسلام في موائلها الطبيعية، فإن ذلك من شأنه أن يحدّ من فرص انتشار الأمراض الخاصة بها إلينا».
ولفت الباحثون إلى أن دراستهم الجديدة يمكن أن تسهم في منع حدوث جائحة جديدة، موضحين أن النقاشات العلمية الحالية المتعلقة بسبل منع الأوبئة المستقبلية غالباً ما تتجاهل جزئية الحفاظ على الطبيعة. (عن "الشرق الأوسط")