وقف المئات في الطابور في قرية نائية شرق الهند ليأخذوا "البركة" من أفاع سامة يصل طولها إلى أمتار عدة ويعتقد أنها تجلب الحظ.
وصفق مدربو هذه الأفاعي وقرعوا طبولاً ملونة كي يدفعوها إلى الخروج من سلال محبوكة وأوان من الطين في إطار مهرجان سنوي يقام في قرية بوربا بيشنوبور في ولاية بنغال الغربية.
وتمايلت الأفاعي، التي يعتبرها المحليون صورة متجسدة عن إلهة الأفاعي الهندوسية "ماناسا"، على وقع ايقاع مدربيها وحركتهم، بينما راح القرويون يقتربون أكثر فأكثر.
وكل سنة، يجتمع سكان المنطقة في هذه القرية الخضراء التي تبعد نحو 85 كيلومتراً عن عاصمة الولاية كلكاتا، لتكريم "ماناسا" والتضرع إليها. فهم يعتقدون أنها تجلب الحظ قبل موسم الحصاد وتبعد المشكلات عن منطقتهم الزراعية.
وقال أحد الحُواة وهو يحمل أفعى كوبرا ذهبية طويلة ويحض الحشود المتجمهرة حوله على التبرع بالمال: "عملنا تراجع. فالناس يريدون أخذ البركة من الأفاعي، لكنهم بخلاء". وتحسر على الزمن الذي كان فيه العمل مزدهراً، خصوصاً بفضل الطلب على السم المستخدم لعلاج لسعات الأفاعي. وقال: "نحن نعيش في العوز. فاليوم، يتم استخدام السم الاصطناعي، والحكومة لا تبالي بنا. لا أريد أن يتابع أي من أولادي هذا التقليد العائلي".
ولطالما كان مدربو الأفاعي من المفضلين لدى السياح في الهند، لكن أعدادهم تراجعت بعدما شددت الحكومة بعض القوانين في عام 2002 ومنعت بموجبها استخدام الحيوانات البرية في التجارة، بما في ذلك عروض الأفاعي الحية. وبسبب هذه التشريعات، فرغت معظم المدن من مدربي الأفاعي الذين بات وجودهم يقتصر على المناطق الريفية وحول مواقع سياحية مهمة، وهم يواجهون خطر الاعتقال بينما يحاولون اقناع السياح بالتقاط صورة مع الأفاعي في مقابل مبلغ بسيط.
ويتهم المدافعون عن حقوق الحيوانات مدربي الأفاعي بالتقاط تلك الزواحف بوحشية وحبسها في أكياس تعرضها للاختناق وباقتلاع أسنانها أو تقطيب أفواهها لئلا تعض.