خاص "البيئة والتنمية"
خلص تحقيق قامت به «المنظمة العالمية لحماية الحيوان» إلى أن بعض الحيوانات المهددة بالانقراض تتعرض لأخطار جسيمة نتيجة ازدياد توجه السياح لالتقاط صور «السيلفي» معها.
التحقيق، الذي أجرته المنظمة في ماناوس البرازيلية وبويرتو أليغريا البوريفية ضمن غابات الأمازون، وجد أدلة على قيام منظمي الرحلات باتباع ممارسات قاسية وغير مسؤولة تجاه الحيوانات البرية بهدف توفير الفرصة للسياح لالتقاط الصور في مقابل دفع مزيد من الأموال.
ولاحظت المنظمة أن نشر الصور الشخصية مع الحيوانات البرية ضمن مواقع التواصل الاجتماعي أخذ منحى تصاعدياً خلال السنوات القليلة الماضية، ووصلت نسبة الزيادة حالياً إلى ثلاثة أضعاف ما جرى نشره في سنة 2014 عبر موقع إنستغرام، على سبيل المثال.
وتشير المنظمة إلى أن أكثر من 40 في المئة من الصور الملتقطة يمكن وصفها بالصور «المسيئة» كونها تتضمن أشخاصاً يعانقون أو يمسكون أو يمارسون الخشونة مع حيوانات برية. وهذه التصرفات كثيراً ما تؤدي إلى تعريض الحيوانات إلى الإصابات أو الموت، خاصةً وأن الحيوانات التي تظهر في الصور عادةً ما تكون محتجزة في ظروف قاسية من أجل توفيرها في جلسات التصوير.
ومن بين مظاهر القسوة، التي سجلتها المنظمة، تقييد مجموعة من حيوان الكسلان (Sloth) إلى شجرة حيث لم تستطع الصمود على قيد الحياة أكثر من ستة أشهر، وإصابة عدة أفاعي أناكوندا بجروح وتعرضها للجفاف، واحتجاز نمر أصلوت (نوع من القطط البرية الصغيرة) في قفص من دون رعاية، ووضع خروف بحر في خزان ماء صغير في ساحة أحد الفنادق المحلية.
المنظمة عبّرت عن قلقها بشكل خاص إزاء استخدام حيوان الكسلان في صور السيلفي، وعدّته من الحيوانات المستهدفة بالتصوير الذي يتضمن احتكاكاً مباشراً مع البشر، وهذه التجربة تؤدي عادةً إلى موته في غضون ستة أشهر. ووجدت المنظمة أن 20 في المئة من صور السيلفي مع الحيوانات البرية في أميركا اللاتينية كانت مع أنواع مهددة بالانقراض، وأن 60 في المئة من مجمل الصور كانت مع أنواع محمية بموجب القانون الدولي.
المنظمة دعت الحكومات إلى القيام بدورها في تطبيق قوانين حماية الأنواع بشكل حازم، وإلزام شركات السفر ومنظمي الرحلات السياحية التقيد بها. كما اقترحت تبنّي مدونة سلوك لالتقاط الصور مع الحيوانات البرية تهدف إلى توعية السياح عن الترتيبات التي يجب اتباعها لتفادي إلحاق الضرر بالأنواع الحية، ومن ذلك مثلاً: الامتناع عن التقاط صور السيلفي مع حيوان محتجز أو مقيد أو يتم إغراؤه بالطعام، وتفادي الصور التي تشكل تهديداً لأي طرف كان. وتؤكد المنظمة على أن تكون الصور ملتقطة على مسافة آمنة من الحيوان البري الذي يجب أن يكون طليقاً حر الحركة في موئله الطبيعي، لا في الأسر.