قال باحثون إن قهوتنا الصباحية قد تدفع الأنواع إلى الانقراض، مشيرين إلى أن المستهلكين في البلدان الغنية قديقودون عن غير قصد لانقراض الأنواع في البلدان الفقيرة.
ويواجه نحو مليون نوع بالفعل الانقراض، والعديد منها في غضون عقود، وفقاً لتقريرتقييم المنصة الحكومية الدولية للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجيوخدمات النُظم الإيكولوجية (IPBES). وتشمل الأنواع المتأثرة ضفدع Nombre de Dios Streamside في هندوراس، والجرذ العملاق الملغاشي (Malagasy Giant Jumping Rat) في مدغشقر.
ووجدت الدراسة، التي قادتها جامعة سيدني، أن استهلاك الأغذية والمشروباتوالمنتجات الزراعية في البلدان الغنية هو المحرك الأكبر لخطر الانقراض الناتج عنالاستهلاك وهو مسؤول عن 39 في المئة من البصمة العالمية لمخاطر الانقراض.
ومع التركيز على أكثر من 5000 نوع في 188 دولة، اكتشف البحث أن الاستهلاك في76 دولة تتركز في أوروبا وأميركا الشمالية وشرق آسيا (مثل اليابان وكوريا الجنوبية) أدى في المقام الأول إلى خطر انقراض الأنواع في بلدان أخرى.
وتوصلت النتائج أيضاً إلى أن التجارة الدولية تقود 29.5 في المئة من البصمة العالميةلمخاطر الانقراض.
ووفقاً للدراسة، فإن الولايات المتحدة تقود 24 في المئة من أثر مخاطر الانقراض لضفدعNombre de Dios Streamside المهدد بالانقراض، والمسمى أيضاً Craugastor fecundus.
وقالت الباحثة الرئيسية، أماندا إروين، طالبة الدكتوراه من مجموعة أبحاث تحليلالاستدامة المتكاملة في جامعة سيدني: "إن تعقيد التفاعلات الاقتصادية في عالمناالمعولم يعني أن شراء القهوة في سيدني قد يساهم في فقدان التنوع البيولوجي فيهندوراس. والخيارات التي نتخذها كل يوم لها تأثير على العالم الطبيعي، حتى لو لمنر هذا التأثير".
وتابعت: "كل ما نستهلكه مشتق من العالم الطبيعي، مع تحويل المواد الخام إلىمنتجات نهائية من خلال عدد لا يحصى من معاملات سلسلة التوريد. غالباً ما يكونلهذه المعاملات تأثير مباشر على الأنواع".
وقال الباحثون إن أزمة التنوع البيولوجي تشبه أزمة المناخ، وإن كانت أقل شهرة.
وأوضحت إروين: "إن هذه الأزمات تحدث بالتوازي. ونأمل أن يبرز المؤتمر الخامسعشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP-15) القادم، صورة الأزمةالطبيعية الأخرى التي يقودها الإنسان لجيلنا، فقدان التنوع البيولوجي الذي لا يمكنإصلاحه، ويمكن أن توفر نتائجنا رؤى قيمة حول الدور الذي يلعبه الاستهلاك العالميكأحد العوامل الدافعة لهذه الخسارة".
وأضاف المؤلف المشارك، الدكتور يوها سيكاماكي، كبير الاقتصاديين في الاتحادالدولي لحفظ الطبيعة (IUCN): "إن هذه النظرة الثاقبة حول كيفية تأثير أنماطالاستهلاك السائدة على فقدان التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم أمر بالغالأهمية لإثراء المفاوضات الدولية الجارية بشأن الطبيعة، بما في ذلك المؤتمر الخامسعشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي. إن النتيجة التي توصلت إليها هذهالدراسة والتي تفيد بأن نحو 30 في المئة من البصمة العالمية لمخاطر الانقراضمتضمنة في التجارة الدولية، تؤكد الحاجة إلى النظر في مسؤوليات مختلف البلدانوجميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك تمويل الحفظ، ليس فقط في سياق حدودهاالوطنية بل تمتد إلى تأثيراتها على المستوى الدولي".
ونُشرت الورقة البحثية في Nature: Scientific Reports، وهي عبارة عن تعاون بينجامعة سيدني والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وجامعة نيوكاسل (المملكة المتحدة) والمعهد الدولي للاستدامة في البرازيل. (عن "إندبندنت")