وفقاً لعلماء المناخ البريطانيين، فإن ارتفاع المعدل السنوي لدرجات الحرارة في العالم بمقدار ثلاث درجات مئوية سيؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب الحر بنسبة 75 في المئة.
وتقول كاتي هوانغ، الباحثة في كلية لندن الجامعية، إلى أن "القسم الأكبر من هذه النسبة (الوفيات) ستكون مرتبطة بارتفاع المعدل السنوي لدرجات الحرارة، وسوف تحصل معظم الوفيات في فصل الصيف. وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بالتغيُّرات التي ستحصل في القرون المقبلة، إذا ارتفع معدل درجات الحرارة السنوي بمقدار درجة مئوية واحدة".
يذكر أن أحد العواقب الرئيسية للإحترار العالمي (ظواهر الطقس الشاذة)، التي هي وفقاً للعلماء مراحل الارتفاع الشاذ بدرجات الحرارة شتاء وموجات الحر الشديد صيفاً وهطول الأمطار الغزيرة على مدى أسبوع والجفاف وغيرها من الظواهر المناخية الشاذة.
ووفقاً لتوقعات الخبراء، سيزداد تكرار هذه الظواهر في المستقبل، وسوف تشمل المزيد والمزيد من مناطق الأرض. وهذا وفقاً للأطباء، سيؤدي إلى زيادة حادة في معدل الوفيات وأمراض الرئتين والقلب والأوعية الدموية المزمنة المختلفة.
وقد درست هوانغ وفريقها العلمي كيف تغيرت المؤشرات المناخية في انجلترا وويلز خلال السنوات الماضية، وقارنوا هذه البيانات مع التوقعات الحالية لتغيُّر مناخ الأرض خلال القرون المقبلة، واستناداً إلى ذلك قدموا توقعات مفصّلة عما سيحصل خلال عشرات السنين القادمة.
وتشير حسابات الفريق العلمي إلى أن كل ارتفاع لمعدل درجات الحرارة السنوي بمقدار درجة مئوية واحدة سوف يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات بسبب موجات الحر والظواهر المناخية الشاذة الأخرى. فمثلاً ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين لن يؤدي إلى تغيُّر قيم هذه المؤشرات، بينما إذا ارتفع بمقدار ثلاث درجات مئوية فسوف يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات بمقدار 75 في المئة.
وأما إذا ارتفع المعدل السنوي لدرجات الحرارة بمقدار ست درجات مئوية، فإن عدد الوفيات المرتبط بموجات الحر سيزداد على الأقل بمقدار 2.75-3 مرات. ولكن في هذه الحالة لا يمكنهم التنبؤ بدقة، لأنه مع مثل هذا الاحترار الشديد للمناخ ستبدأ أيام الصيف العادية الحارة في التأثير سلباً على صحة الإنسان.
ووفقاً لهوانغ وفريقها العلمي، يجب أن تؤخذ هذه الظواهر المناخية الشاذة بالاعتبار عند تقييم تأثير الاحترار العالمي في صحة الناس ورفاهيتهم في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول ذات المناخ المعتدل.