بحسب دراسة جديدة نُشرت نتائجها في مجلة One Earth العلمية، انخفضت مساحة الشعاب المرجانية بنسبة 50-60 في المئة منذ خمسينيات القرن الماضي. وقد أثّرت هذه الظاهرة بشكل خاص على مياه إندونيسيا والبحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ.
وقال أحد أصحاب الدراسة، وليام تشونغ، الأستاذ في جامعة كولومبيا البريطانية الكندية: "لقد انخفضت قدرة الشعاب المرجانية على دعم النظام البيئي بنحو 50 في المئة. ويؤكد ذلك الحاجة إلى حمايتها، ليس في مناطق معينة من الأرض فحسب، بل في كل أنحاء العالم، إذ أن نجاة عدد كبير من الكائنات الحية يتوقف على بقاء هذه النظم البيئية".
وتؤثر حتى أصغر التغييرات في متوسط درجة حرارة الماء والتيارات البحرية وحموضة المحيطات على قدرة الحيوانات المائية البدائية (البَوْلبات) على إنماء هياكلها الجيرية. وعلى سبيل المثال، فإن ارتفاع درجة الحرارة والحموضة تؤدي إلى منع البَوْلبات من التقاط أيونات الكالسيوم وحمض الكربونيك، مما يقلل من قوة الهيكل العظمي ويؤثر سلباً على صحة اللافقاريات.
ويتوقع الباحثون أن ما يقرب من 20 في المئة من الشعاب المرجانية، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم، قد تختفي تماماً في القرن الجاري. وإن وجودها مهدد بالعدوى والطفيليات الجديدة التي تنتشر عبر المحيطيْن الهادئ والهندي، بالإضافة إلى العوامل المناخية وتراكم ثاني أوكسيد الكربون في الماء.
ودرس تشونغ وزملاؤه بالتفصيل كيف تؤثر هذه العمليات على حالة الشعاب المرجانية في كل أنحاء المحيطات. ولهذا الغرض حلل العلماء تغيُّرات طرأت على مساحتها، والتنوع البيولوجي للحيوانات المائية البدائية التي تكوّنها، إضافة إلى الكائنات الحية الأخرى التي تعيش في أنظمة بيئية مماثلة.
وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده بأن المساحة الإجمالية للشعاب المرجانية قد انخفضت بنحو 50 في المئة، مقارنة بمنتصف القرن الماضي. ولم تحدث غالبية هذه التغيُّرات مؤخراً، بل في أعوام 1960-1970، عندما كانت تنخفض مساحة هذه النُظم البيئية بنسبة 10-15 في المئة كل عشرة أعوام. كما افترض العلماء أن كل هذه العمليات ترتبط بتراكم ثاني أوكسيد الكربون في الماء وزيادة متوسط درجة حرارة المحيط العالمي.
وقد أدى التناقص في مساحة الشعاب المرجانية إلى تغييرات مماثلة في التنوع البيولوجي والكتلة الحيوية للنُظم البيئية المرتبطة بها. وانخفض هذا المؤشر بنحو 60 في المئة على مدار 75 عاماً مضت، مما تسبب في انخفاض قدرة الشعاب المرجانية على دعم الحياة الطبيعية للأسماك وكائنات حية أخرى بنسبة 50 في المئة تقريباً.
وحسب الباحثين فإن هذه العمليات أثّرت على مياه إندونيسيا والبحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ، ويخص هذا الأمر الشعاب المرجانية غير المحمية والمحمية على حدٍ سواء. وقال العلماء إن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري ستُسرّع من تدهور هذه النُظم البيئية. (عن "تاس")