يسعى الأردن، الذي تشكّل الصحراء معظم مساحته، إلى زيادة الغطاء الحرجي من خلال مشروع لزراعة 10 ملايين شجرة خلال 10 سنوات، في خطوة «ضرورية» بعدما فتكت الحرائق والتغيُّر المناخي بمساحات خضراء واسعة فيه.
ويقول مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة، بلال قطيشات، «لا نسعى لزراعة جميع المناطق، فلكل منطقة خصوصيتها وطبيعتها، نعمل على إعادة تأهيل المناطق القابلة للزراعة لتكون خضراء».
ويشير إلى أن مشروع التحريج الوطني «ضروري جداً لتعويض ما نفقده من أشجار نتيجة الحرائق والتغيُّر المناخي».
ويوضح قطيشات أن «معظم مساحة الأردن طبيعة صحراوية، والغابات تشكل أقل من 1 في المئة، من الضروري أن نعوّض ما نفقده من أشجار ونزرع مساحات أوسع لمواجهة التصحر».
وشارك نحو 150 شخصاً في إطلاق المشروع الذي بدأ بزراعة 30 ألف شتلة خروب وكينا في كفرنجة في محافظة عجلون (نحو 70 كيلومتر شمال عمان)، في تلة يمكن منها مشاهدة جبال الضفة الغربية غرباً، وجبل الشيخ شمالاً، إذا كان الجو صافياً.
ويهدف المشروع لزراعة 10 ملايين شجرة في الأردن خلال 10 سنوات، وقد بدأ تنفيذه في 11 شباط (فبراير) بزراعة 30 ألفاً في كفرنجة، و30 ألفاً أخرى في الكرك (118 كيلومتراً جنوب عمان) ومثلها في الطفيلة (179 كيلومتراً جنوب عمان).
وتتعرض غابات الأردن كل عام تقريباً لحرائق تنتج غالباً عن ارتفاع الحرارة صيفاً، أو بسبب إهمال المتنزهين الذين يشعلون النار أو يلقون بأعقاب سجائرهم.
ويقول وزير الزراعة عند إطلاق المشروع، محمد داودية، لوكالة فرانس برس إن «الكارثة الكبرى تكمن في الحرائق، فالتحطيب لا يزيد ضرره على 1 في المئة».
وسجلت وزارة الزراعة 499 حريقاً خلال عام 2020 في مناطق حرجية وغابات.
والتهم حريق في عجلون في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 نحو 500 دونم تضم أشجار زيتون وأخرى حرجية، كما أتى آخر في غابة في محافظة جرش (نحو 50 كيلومتراً شمال عمان) عام 2019 على 800 دونم مزروعة بمحاصيل مختلفة.
ويشير قطيشات إلى زراعة أشجار «محلية وطنية كالكينا والسدر والخروب»، وهي أجناس لا تحتاج لكميات كبيرة من مياه الري إلا في أشهرها الأولى، وفق أخصائيين محليين.
ويعد داودية بأنه «خلال 4 إلى 5 سنوات، ستصبح النتائج واضحة».
وتشكل الغابات أقل من 1 في المئة من مساحة الأردن البالغة 89 ألفاً و342 كيلومتراً مربعاً. كما تضم المملكة 23 مليون شجرة مثمرة، نصفها تقريباً من أشجار الزيتون.
وتشكل «غابة برقش» و«غابة الشهيد وصفي التل» في محافظة البلقاء (غرب عمّان) ومساحتها 7 آلاف دونم، أكبر غابات الأردن.
ويقول داودية إن الأشجار المزروعة في إطار المشروع تراعي «التنوع الذي يلائم البيئة هنا وأيضاً النحل المؤمل أن يرفدنا بكميات عسل إضافية تعزز الإنتاج الوطني».
وينتج الأردن ما معدله 250 مليون طن من العسل سنوياً، وفقاً لإحصاءات رسمية.
ويصف داودية برنامج التحريج الوطني بأنه «طموح» و«واقعي» في آن، إذ إن مشاتل وزارة الزراعة الأردنية تنتج 2,5 مليون شتلة حرجية سنوياً، «أي أننا نستطيع زراعة 10 ملايين شجرة خلال 4 سنوات».
غير أن الوزير السابق يؤكد أن الزراعة وحدها لا تكفي، مؤكداً ضرورة أن «تتوازى عملية الزراعة مع حماية الغابات ورعايتها» بمواجهة خطر الحرائق. (عن "أ ف ب")