يؤدي التعرض للهواء الملوث على المدى الطويل إلى زيادة تدريجية في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أظهرت دراسة أوروبية حديثة أجريت على أكثر من 41 ألف شخص من سكان المدن. كذلك يؤدي التلوث السمعي الناجم خصوصاً عن الازدحام المروري الى زيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وفق معدي هذه الدراسة، التي خلصت إلى أن شخصاً من كل مئة في الفئة العمرية الواحدة يصاب بارتفاع ضغط الدم في المنطقة الأكثر تلوثاً في المدينة مقارنة بالأحياء التي تتمتع بمستويات أدنى من تلوث الهواء.
شملت الدراسة التي نشرت نتائجها في "مجلة القلب الأوروبية" نحو 40 ألف شخص يعيشون في النروج والسويد والدنمارك وألمانيا وإسبانيا. فبين العامين 2008 و2011، أجرى الباحثون قياسات لمستوى التلوث خلال ثلاث مراحل يفصل إحداها عن الأخرى أسبوعان. كذلك حللوا مستويات تركيز الجسيمات المعلقة في الهواء. وتبين أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم زاد بنسبة 20 في المئة للسكان في المناطق الأكثر تلوثاً مقارنة بأولئك المقيمين في المناطق الأقل تلوثاً.
ويمثل ارتفاع ضغط الدم عامل خطر كبيراً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وللوفيات المبكرة. ولم يكن أي من المشاركين يعاني ارتفاعاً في ضغط الدم في البداية، لكن خلال فترة الدراسة أصيب نحو ستة آلاف منهم، أي 15 في المئة، بارتفاع في ضغط الدم أو بدأوا تناول أدوية مضادة له.