استخدم علماء هولنديون صور الأقمار الاصطناعية لدراسة التغييرات في مساحة المياه على سطح الأرض خلال الثلاثين عاماً الماضية. وخلصوا إلى أن 115 ألف كيلومتر مربع من الأرض مغطاة الآن بالمياه و173 ألف كيلومتر مربع من المياه أصبحت الآن يابسة.
حلل الباحثون في معهد دلتارس للأبحاث في هولندا صوراً من أقمار لاندسات التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تراقب الأرض منذ عقود. وتمكنوا من متابعة تغييرات في سطح الأرض بدقة. وخلصوا إلى أن مناطق شاسعة كانت أرضاً أصبحت مغمورة تحت الماء، مع وجود أكبر تغير في هضبة التيبت. وقد أدى ذوبان جبال الجليد إلى تكوين بحيرات جديدة ضخمة، كما أن ازدياد عدد السدود زاد مساحة الرقع المائية.
وخلص العلماء أيضاً إلى أن مناطق شاسعة من المياه تحولت إلى يابسة. وكان أكبر تغير في منطقة بحر آرال في آسيا الوسطى. فبعدما كان من أكبر البحيرات في العالم، أصبح الآن منطقة تكاد تكون جافة تماماً بعدما حول مهندسون مجاري نهريت كبيرين لري مناطق زراعية.
بحيرة ليك ميد في لاس فيغاس، وهي أكبر خزان للمياه العذبة في الولايات المتحدة، فقدت جزءاً من مياهها، وتحول 222 كيلومتراً مربعاً منها إلى يابسة. وحلل العلماء أيضاً المناطق الساحلية، واكتشفوا أن مساحة اليابسة زادت فيها، وهو أمر كان مفاجئاً بالنسبة إليهم، فقد اكتسبت المناطق الساحلية نحو 34 ألف كيلومتر مربع، بينما فقدت 20 ألف كيلومتر مربع غمرتها المياه. وقالوا: «توقعنا تراجع السواحل نتيجة لارتفاع مستوى البحر، ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن السواحل تتمدد في مختلف مناطق العالم".
وأشاروا إلى أن ساحل دبي امتد بصورة كبيرة مع إنشاء جزر اصطناعية لتبنى عليها منتجعات فاخرة. كما أنشأت الصين ساحلاً كاملاً من البحر الأصفر حتى هونغ كونغ". وشهدت بعض المناطق، مثل الأمازون، تحولاً شبه متساو من الأرض إلى المياه والعكس بسبب الحركة الطبيعية للمنظومة النهرية.
الصورة: دبي من الفضاء وتبدو فيها جزر اصطناعية غيّرت معالم الساحل