دشن قطار يقلّ قادة أوروبيين أمس نفق غوتار في سويسرا، الأطول في العالم والممتد على مسافة 57 كيلومتراً تحت جبال الألب، بعدما استغرقت أعمال إنجازه 17 عاماً ليصبح أحدث محور نقل بين شمال أوروبا وجنوبها. ويريد القادة الأوروبيون أن يجعلوا من خط السكك الحديد هذا "رمزاً لانتعاش اقتصادي يراعي البيئة عبر استثمارات عامة".
استقل القطار "غوتاردو 2016" رئيس الاتحاد السويسري يوهان شنايدر-امان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي. واعتبر الرئيس السويسري أن هذا النفق سيجمع شعوب واقتصادات أوروبا في وقت أصبحت وحدة القارة على المحك بسبب التدفق الكثيف للمهاجرين واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد.
وسوف تنقل القطارات الفائقة السرعة الركاب في 17 دقيقة عبر النفق، الذي يتوقع أن يجتازه يومياً 260 قطار بضائع و65 قطار ركاب فور انتهاء الاختبارات الأولية في وقت لاحق من هذه السنة.
ويقع النفق على امتداد الخط الرئيسي للسكك الحديدية لأوروبا الذي يربط ميناء روتردام في الشمال بجنوى في الجنوب. ويمرّ عبر الجبال على عمق 2.3 كيلومتر وعبر صخور تصل درجة حرارتها إلى 46 درجة مئوية. وتعين على المهندسين الحفر عبر 73 نوعاً من الصخور، منها الصلب كالغرانيت وبعضها في نعومة السكر. وتوفي ثمانية عمال خلال تنفيذ المشروع.
وساهم الاتحاد الأوروبي، الذي لا تنتمي إليه سويسرا، بتمويل نحو 15 في المئة من كلفة الأعمال الإجمالية البالغة نحو 12 بليون دولار.