اكتشف ليو دي واتس وعائلته التي تعيش في منطقة ريفية غرب بريطانيا مجالاً جديداً للتجارة هو بيع الهواء النقي لزبائن في الصين.
وتشتهر المنطقة بصفاء الجو ونقاء الهواء ما شجع العائلة على دخول السوق التجارية وعرض منتجها الغريب، وهو هواء المنطقة، بعد وضعه في علب خاصة، على زبائن في الصين. ويجمع الهواء عبر حاويات خاصة مجهّزة بفلتر يدوي مصنوع من القماش، ومن ثم يوضع في علب من الزجاج. وتقوم عائلة دي واتس بارسال العلب إلى ليو في الصين الذي يتولى هناك عملية البيع والتسويق. وتباع العلبة الزجاجية الواحدة من الهواء الانكليزي النقي بسعر يصل إلى 80 جنيه، أي نحو مئة دولار. لكن ليو لا يطمح فقط إلى المال من وراء هذا المشروع التجاري، بل يرغب كما يؤكد، في أن يشاهد العالم التلوث البيئي الكبير الحاصل في آسيا، لافتاً إلى أن «الإنسان يحتاج يومياً إلى نحو 20 ألف علبة زجاجية كهذه التي أبيعها للتنفس والعيش".
وأوضح الطبيب في المؤسسة الوطنية للقلب والرئة في لندن أندريه ثورلي أن «علبة زجاجية واحدة من الهواء النقي لا تكفي لإحداث تغيير كبير عند الإنسان». ولكن، رغم ذلك، نجحت عائلة دي واتس في بيع نحو 200 علبة من الهواء الانكليزي النقي خلال أسابيع قليلة، بما قيمته 20 ألف يورو.
وكانت شركة «فيتاليتي إير» الكندية بدأت مشروعاً مماثلاً في نهاية العام الماضي، وقررت بيع علب تحتوي على 7.7 ليترات من الهواء النقي الكندي بمبلغ 22 يورو. وقامت الشركة بجمع الهواء من جبال روكي في كندا، في علب زجاجية تكفي الواحدة منها لـ150 جرعة استنشاق، ولاقت إقبالاً كبيراً في الصين.
لكن زبائن الهواء النقي في الصين هم في غالبيتهم من الأثرياء، وخاصة النساء اللواتي يشترين الهواء لأنفسهن أو لتقديمه كهدية، بحسب ما أشار مندوب الشركة الكندية في الصين هاريسون وانغ، الذي توقع رواجاً كبيراً في بيع الهواء النقي في الصين في المستقبل رغم أسعاره المرتفعة.