حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من خطر انخفاض المحاصيل في منطقة الشرق الأوسط، نظراً للارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة في المنطقة وقلة الأعداد الطبيعية للنحل.
وأضافت في تقرير أمس الخميس، أنها قامت بتنسيق دراسة ميدانية قارن فيها العلماء إنتاجية 344 رُقعة زراعية في أنحاء أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، فخلصوا إلى أن المحاصيل الزراعية جاءت أقل على نحو ملحوظ في المزارع التي تجذب أعداداً أقل من النحل خلال موسم الإزهار الرئيسي، مقارنة بتلك التي يتوافد عليها النحل بمعدلات أعلى، وذلك بسبب كثرة المبيدات الزراعية التي تقتل اعداداً كبيرة من النحل.
ولفتت الفاو إلى أنه "طوال القرون الماضية نشطت هذه الحشرات المفيدة على أداء مهماتها في أنحاء العالم، من دون أن تحصل على اعتراف بمساهماتها القيمة في إنتاج الغذاء، ولا سيما النحل البري الذي يكاد لا يرد له ذكر مقارنة بالنحلة الأكثر شعبية المنتجة للعسل".
وقال خبراء المنظمة إن بلدان العالم تبذل جهوداً مضنية لضمان الأمن الغذائي، وفي إمكانها جني فوائد جمة من دمج سياق التلقيح الطبيعي كجزء لا يتجزأ من استراتيجياتها الأساسية.
وأوضحت خبيرة الفاو باربرا جميل هيرين، وهي إحدى واضعي التقرير: "تشير أبحاثنا إلى أن تحسين كثافة المُلقِّحات وتنوّعها يتمخضان عن تأثير مباشر على إنتاجية المحاصيل. وبعبارة أخرى، فإن ضمان توافد المزيد من مختلف أنواع النحل وغيره من الحشرات الملقحة على النباتات إنما ينعكس إيجابياً على رفع الغلال".
وأضافت: "هذا جيد للبيئة والأمن الغذائي على حد سواء"، مشددة على أهمية العمل على صون الموائل وتوفيرها في المَزارع وحولها لأغراض تربية النحل وتعزيز وجود الحشرات والطيور الملقحة على مدار السنة.