تراقب طائرة بلا طيار بيوضاً وضعتها في الرمال آلاف السلاحف على شاطئ مكسيكي قبالة المحيط الهادئ. وعلى مسافة قريبة يمشط عسكريون المنطقة بهدف منع سرقة بيوض السلاحف البحرية المهددة بالانقراض.
فقد قررت السلطات المكسيكية هذه السنة تعزيز اجراءات المراقبة من خلال الاستعانة بهذه التكنولوجيا للمرة الأولى. فهذه الطائرات مجهزة بأنظمة "جي بي اس" وتنقل مشاهد فيديو لرصد اللصوص الذين يختبئون وراء أجمات الصبار المحاذية للشاطئ لسرقة البيوض. وهي تساعد أيضاً في مسح الدروب التي يسلكها اللصوص. وتم نشر 20 عسكرياً من البحرية على هذا الشاطئ الممتد 18 كيلومتراً قرب مدينة سان بيدرو هواميلولا.
إلا ان بعض اللصوص يظهرون فجأة على الشاطئ ضمن مجموعة على صهوات الجياد مسلحين بسواطير وأسلحة أحياناً، كما قال أحد العسكريين، مضيفاً: "يروى أنه قبل خمس سنوات هاجم نحو 300 لص الشاطئ وكان الأمر أشبه بحرب طروادة".
وتبلغ عقوبة جرم سرقة البيوض وقتل السلاحف تسع سنوات في السجن وغرامة قدرها 200 ألف بيزو (12 ألف دولار). ومنذ تموز (يوليو) أوقف شخص وضبطت 14 ألف بيضة في شاطئ مورو دي اويتا وشاطئ اسكوبيا المجاور. وهذان الشاطئان يشكلان بمفردهما المكان الرئيسي في العالم حيث تضع السلاحف الخضراء بيوضها، اذ قد تأتي 70 ألف سلحفاة في ليلة واحدة على ما تفيد السلطات.
ولم تثبط المراقبة عزيمة اللصوص الذين يحاولون سرقة البيوض ليلاً عندما تعجز الطائرات من دون طيار غير المجهزة بالأشعة دون الحمراء على الطيران. وبحسب المعتقدات المحلية فان لهذه البيوض التي تشبه كرات الغولف مزايا مثيرة جنسياً. ويبيع اللصوص المحليون كل مئة بيضة بسعر 30 بيزو (أقل من دولارين)، أما في المطاعم فتباع كل ست بيضات مطبوخة بستين بيزو (نحو 4 دولارات).
في كل سنة بين شهري تموز (يوليو) وآذار (مارس) تأتي ستة أنواع من السلاحف البحرية، من أصل الأنواع السبعة المعروفة في العالم، لتضع بيوضها على الشواطئ المكسيكية. وتصل الى مورو دي ايوتا خصوصاً السلاحف الخضراء بعشرات الآلاف لتحفر أعشاشاً في الرمل حيث تضع كل واحدة منها نحو مئة بيضة.
خلال موسم 2014، وصلت الى المكسيك أكثر من 1.1 مليون سلحفاة خضراء في مقابل نحو 999 ألفاً السنة السابقة بحسب الأرقام الرسمية. ورغم هذا التقدم، لا تريد السلطات أن تخفف إجراءات المراقبة. فالى جانب اللصوص، تقع البيوض أيضاً ضحية الطيور والكلاب البرية، فيما تفقس 35 في المئة من مجموع البيوض بعد فترة "حضانة" من 45 يوماً.
وبعد خروج صغار السلاحف من البيض عليها أن تواجه الحيوانات القانصة خلال توجهها الى البحر. ويفيد الخبراء أن واحدة من كل ألف سلحفاة صغيرة تصل الى سن البلوغ.
إلا ان التهديد السياحي يلقي أيضاً بثقله. ويخشى البيئيون أن يأتي المقاولون قريباً لبناء فنادق ومساكن على الشاطئ، لذا يسعون إلى إعلان الشاطئ منطقة محمية.