استدعت الحرب الأهلية في سورية أول عملية لسحب البذور من "قبو البذور العالمي"، الذي بني على جزيرة في منطقة سفالبارد القطبية في النروج للحفاظ على المصادر الوراثية لإمدادات الغذاء العالمية.
اشتملت البذور المطلوبة على عينات من القمح والشعير والحشائش الملائمة للمناطق الجافة. وقالت غريث إيفين من وزارة الزراعة النروجية إن المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) هو الذي طلبها، لتعويض ما خسره بنك "إيكاردا" للمصادر الوراثية قرب مدينة حلب الذي تضرر في العمليات الحربية. وهو يريد استرداد نحو 130 صندوقاً من أصل 325 أودعها في القبو وتحوي ما مجموعه 116 ألف عينة. وسوف ترسل إليه عند انتهاء المعاملات الرسمية، في أول عملية سحب من القبو القطبي. ولكثير من هذه العينات صفات مقاومة للجفاف، ما يساعد في تطوير محاصيل تتحمل تغير المناخ في المناطق الجافة، من أوستراليا إلى أفريقيا.
وقد بقي بنك البذور في حلب يعمل جزئياً على رغم النزاع، بما في ذلك التخزين البارد. لكنه بات عاجزاً عن زرع البذور وتوزيعها الى بلدان أخرى، خصوصاً في الشرق الأوسط. ونقل المركز مقره من حلب إلى بيروت عام 2012 بسبب الحرب.
وقال بريان لينوف من "صندوق المحاصيل" الذي يدير القبو القطبي: "إن حماية التنوع البيولوجي العالمي بهذه الطريقة هي بالتحديد هدف قبو البذور العالمي في سفالبارد".
بني القبو القطبي عام 2008 تحت الأرض المتجمدة في أرخبيل سفالبارد، لحماية بذور المحاصيل مثل الفاصوليا والرز والقمح وغيرها من أسوأ كوارث الحرب النووية أو الأمراض. وهو يحوي أكثر من 860 ألف عينة من جميع البلدان تقريباً. وحتى لو حدث عطل كهربائي، فإن القبو يبقى معزولاً ومحافظاً على حالة التجمد لمدة 200 سنة على الأقل. (رويترز)
الصورتان: قبو البذور العالمي