حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أن محادثات المناخ التي ستجري في باريس أواخر هذه السنة قد تفشل ما لم تحل قضية تمويل الدول النامية. وقال خلال مؤتمر صحافي: "النيات الطيبة موجودة، لكننا ما زلنا بعيدين كثيراً عن اتفاق ملزم قانونياً يصل إلى المستويات التي نحتاجها. بل هناك خطر الفشل."
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الرابع من أيلول (سبتمبر) أن المحادثات تتحرك على المسار استعداداً للقمة التي تعقد من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الى 11 كانون الأول (ديسمبر)، بعد أن حقق أسبوع من المفاوضات في بون تقدماً في توضيح الخيارات المطروحة بشأن كل القضايا، من خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الى جمع المساعدات المطلوب تقديمها للدول النامية.
وكانت 200 حكومة تقريباً وافقت عام 2010 على ضرورة عدم ارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، لتفادي التأثيرات السلبية لتغير المناخ ومنها الفيضانات والجفاف وارتفاع مستويات البحار. بل تفضل نحو 100 دولة نامية تقليص السقف الى 1.5 درجة فقط.
وقدمت نحو 60 دولة فقط خططها للأمم المتحدة، وهي تمثل 70 في المئة من الانبعاثات الغازية، لكن هذه الخطط تعتبر ضعيفة ولا تكفي لتحقيق سقف الدرجتين المئويتين المتفق عليه. ولا تريد بعض الدول الناشئة أن تلزم نفسها قبل أن تتأكد من حصول الدول النامية على 100 بليون دولار سنوياً اعتباراً من سنة 2020 لتتكيف مع آثار تغير المناخ. وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستركز خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على الحصول على تأكيدات بشأن هذه الأموال.
وقال هولاند: "هذا هو المفتاح. يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق على مسألة التمويل لكي يجيء الزعماء الى باريس وهم يعرفون أنهم سيكونون قادرين على التوصل الى نتيجة. أما إذا لم نتوصل الى نتيجة ولم تتوافر اجراءات ملموسة لضمان هذا الانتقال، فلن يكون هناك مئات الآلاف من اللاجئين خلال العشرين عاماً المقبلة، بل سيكونون بالملايين."
وقد استضاف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ممثلي نحو 60 دولة في باريس يوم الاثنين لاعطاء زخم للمحادثات، وقال إنه سيعقد اجتماعاً وزارياً أكبر في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) لضمان إنجاز الكثير من العمل قبل بدء قمة باريس.