ما ان يصل العلماء في مهمة حتى تسارع مسؤولة القاعدة الفرنسية - الألمانية في منطقة نيو أليسوند النروجية الواقعة في القطب الشمالي الى تحذيرهم قائلة: "ما ان تروا دباً ادخلوا إلى أول مبنى واتصلوا بالحارس المدوّن رقمه على كل الهواتف".
اللقاءات بين الدببة والبشر نادرة في نيو أليسوند الواقعة في إحدى جزر أرخبيل سفالبارد النروجي. إلا أن الرسالة التي يوجهها المستشار العلمي للشركة النروجية التي تدير الموقع سيباستيان بارو واضح: "يجب ان نكون يقظين طوال الوقت، فالدب قد يوجد أينما كان ولا يمكن التكهن بسلوكه".
ويخضع كل الوافدين الجدد لتدريب إلزامي على اطلاق النار. وتلزم قواعد صارمة سكان الأبنية الرئيسية في البلدة بالتسلح ببندقية. وهذه التعليمات معتمدة في أرخبيل سفالبارد برمته حيث يوجد ثلاثة آلاف دب قطبي تقريباً. وأكد بارو مبتسماً: "البندقية هي جواز السفر للخروج من البلدة. لكن استخدامها يجب أن يأتي كملاذ أخير. وحده خطر داهم يمكن ان يبرر إطلاق النار على حيوان محمي منذ العام 1973 بعدما تعرض لصيد مفرط".
لكن رغم البندقية يأمل الجميع ألا يلتقي بدب قطبي، اذ يبلغ وزن دب بالغ مئات الكيلوغرامات، اما سرعته على مسافات قصيرة فقد تصل الى 40 كيلومتراً في الساعة.
وأوصى بارو أنه في حال حصول مواجهة ينبغي تجنب الركض كلياً، ويجب إثارة ضجة بواسطة مسدس إنذار يطلق مفرقعات أو أي وسيلة أخرى. وأضاف: "في كثير من الأحيان يستدير الحيوان ويمضي، إلا أن الدب الجائع أو الأنثى مع صغيرها يكونان أكثر خطراً".
وقال عالم الطيور الهولندي مارتن لونين الذي يأتي الى نيو اليسوند منذ أكثر من عشرين عاماً إن احتمال وجود دب "يشكل كابوسا"، خصوصاً أنه يعمل مع عدد من الطلاب خلال الصيف لمراقبة الأوز المهاجر. وأضاف: "نخرج قدر المستطاع في مجموعات من شخصين على الأقل. وأقول لطلابي إن الدب يرى فيكم فريسة محتملة، وهو يرصدكم ويقوّم الوضع".
وسجلت في سفالبارد خمس هجمات قاتلة للدببة في الأعوام الأربعين الأخيرة، وأصيب سائح تشيكي خلال الربيع الفائت. (أ.ف.ب)