للمرة الثانية في غضون خمسين سنة يجتاح حلزون أفريقي عملاق أجزاء من ولاية فلوريدا الأميركية. وهو يلتهم مئات أنواع النبات وقد يشكل أكله خطراً على الصحة.
والقضاء على هذه الرخويات النهمة ليس بالأمر السهل. فمنذ اكتشافها في ميامي عام 2011، أنفقت ولاية فلوريدا 11 مليون دولار للقضاء عليها. وعلى رغم هذه الجهود، شقت الحلازين طريقها إلى ضاحية ميامي الجنوبية، وهي تتكاثر في شكل كبير إذ تضع كل واحدة منها نحو 1200 بيضة سنوياً. وقد أفلتت أعداد منها من كريات السم التي تقضي عليها، وذلك بتسلقها الأشجار.
وتدخل هذه الحلازين حالة سبات تحت التربة أو بين الصخور، ما يجعل العثور عليها أمراً عسيراً. وخلال اجتياحها الأخير عام 1966، احتاجت السلطات إلى عشر سنوات للقضاء عليها. وضمن المساعي المبذولة في هذه المعركة، وضعت السلطات خطاً هاتفياً مخصصاً للتبليغ عن رؤية أحد هذه الحلازين، ليأتي بعدها فريق لنزعه. كما جندت الوزارة كلبين من نوع لابرادور لرصدها.
وحتى العام 2014 كانت السلطات تظن أنها قضت تقريباً على هذه الحلازين. لكن في أيلول (سبتمبر) الماضي، اكتشفت في حي راق في ميامي منزلاً احتلته هذه الحلازين العملاقة مع وجود خمسة آلاف منها داخل المنزل وفي الحديقة.
وقضي في السنوات الأربع الأخيرة على 158 ألف حلزون من هذا النوع، في معركة تشكل تحدياً كبيراً لثاني ولاية زراعية في الولايات المتحدة بعد كاليفورنيا. فهذه الحلازين تلتهم مئات أنواع النباتات بما في ذلك الشمام والفول السوداني (الفستق).
ويمكن الحلازين الضخمة أن تنقل طفيلية قد تصيب البشر بنوع نادر من التهاب السحايا، ولكن لم تتم الإفادة عن أي إصابة حتى الآن.