أكدت دراسة عالمية حديثة أن الغابات يمكن أن تؤدي دوراً حيوياً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي والحد من الجوع وتحسين نوعية التغذية، لكن هذا الدور مطموس حالياً. وأضافت أن الزراعة القائمة على الأشجار توفر حماية لمعيشة الناس في وجه الأحداث المناخية القاسية التي يمكن أن تمحو محاصيل غذائية تقليدية، منبهة إلى أن السياسات التي تركز على الزراعة التقليدية غالباً ما تهمل الدور الذي يمكن أن تؤديه زراعة الغابات.
قُدمت نتائج الدراسة الأسبوع الماضي في منتدى الأمم المتحدة حول الغابات في نيويورك. وهي نتيجة تعاون 60 عالماً مرموقاً، بتنسيق من الاتحاد الدولي لمنظمات أبحاث الغابات (IUFRO). تبين أن نحو شخص من كل ستة أشخاص يعتمد مباشرة على الغابات لتأمين طعامه ودخله. وفي منطقة الساحل في أفريقيا مثلاً، يساهم إنتاج الأشجار بنحو 80 في المئة من مداخيل الأسر، خصوصاً جوز الشيا الغني بالزيوت الذي تصنع منه أنواع من الزبدة والسمن.
أضاءت الدراسة أيضاً على أهمية الغابات كمصدر لحطب الوقود والفحم، اللذين يعتمد عليهما نحو 2.4 بليون نسمة للتدفئة والطبخ. كما ركزت على الروابط بين الغابات والزراعة التقليدية. فالغابات موئل مهم لملقحات المحاصيل الغذائية. ومن دونها تتضاءل خدمات النظم الايكولوجية الحيوية التي توفرها الطيور والحشرات وتزداد المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي. كما أن الإنتاج المكثف للمحاصيل يتأثر بالأحداث المناخية القاسية، والغابات تؤدي دوراً حيوياً في تخفيف آثار تغير المناخ.
الصورة: جوز الشيا الأفريقي الذي تصنع منه الزبدة والسمن هو من ثمار الغابات