يظهر على شاشة الكومبيوتر عالم أبيض من الثلوج والجليد، فيما فتاة صيادة من الإسكيمو تصارع عاصفة ثلجية هوجاء وهي ترتدي ملابس من جلود الحيوانات. فجأة تنقشع من حولها الثلوج هي وثعلب قطبي يرافقها، ليبدأ كل منهما في الركض والتقافز على نتوءات الصخور وتسلق الجبال يطاردهما دب قطبي.
الفتاة نونا والثعلب شخصيتان ضمن لعبة الفيديو «كيسيما انجيتشيون» التي تعني بلغة الإسكيمو «لن أكون وحيدة أبداً». وهي من أوائل ألعاب الفيديو التجارية المستوحاة من ثقافة السكان الأصليين وكيفية تعاملهم مع تغيّر المناخ.
وفي وقت يسعى العلماء والناشطون بحثاً عن سبل جديدة لإيضاح مشكلة تغيّر المناخ وترويج اجراءات وممارسات لمواجهتها، صارت ألعاب الفيديو أسلوباً حديثاً واعداً للوصول إلى شريحة جديدة واسعة من المتلقين فيمنح مستخدميها شعوراً مباشراً بمخاطر تغيّر المناخ ويطرح بعض الحلول.
وقال شون فيسي، مدير قسم الابتكار في الشركة المنتجة "إي - لاين ميديا" في سياتل، إن اللعبة ابتُكرت بالتعاون مع نحو 40 من الحكماء والـ"حكواتيين" وشخصيات المجتمع من سكان ألاسكا الأصليين. وهي مستلهمة من أسطورة لشعب الإسكيمو تروي المغامرات التي خاضها فتى لإنقاذ عشيرته من عاصفة ثلجية مدمرة. وأضاف: "لم يكن فريق العمل يقصد التركيز على تغيّر المناخ، لكن هذه الفكرة نشأت خلال الزيارات إلى ألاسكا. يرتبط نمط حياة الناس هناك بالأرض، وهم حساسون جداً لتغيّر البيئة وتبدل أنماط هجرة الحيوانات وسقوط الثلوج وسماكته".
من خلال لعبة الفيديو يمكن للاعبين أن يضعوا أيديهم على أسلوب تفاعلي للتعرف على هذه القبيلة من سكان ألاسكا الأصليين وكيف يؤثر فيها تغيّر المناخ.