واحد من كل عشرة ذكور من المحار على الساحل البريطاني اكتسب صفات أنثوية، في ظاهرة يعزوها علماء إلى ملوثات مخلة بالهورمونات، موجودة في مستحضرات صيدلانية تدخل شبكة الصرف الصحي، وفي النفايات السائلة لمصانع الورق، وفي فضلات أخرى.
فحص الباحثون أكثر من 3000 محارة بالغة من مواقع على ساحل القناة الانكليزية ومناطق مجاورة. ووجدوا أن نحو 9 في المئة من الذكور تحوي أنسجة مبيضية وخصيوية في آن معاً. واحتوت 6 من كل 10 مواقع على رخويات ثنائية الجنس.
ضم الفريق باحثين من الجمعية البيولوجية البحرية البريطانية وجامعة الهافر الفرنسية. وأفاد أن "الحالات الحادة والواسعة الانتشار تفوق كثيراً المستويات الطارئة التي تشاهد في أنواع أخرى".
الرخويات ذوات الصدفتين، مثل المحار وبلح البحر، تستوطن الرسوبيات في مصبات الأنهار، التي تعمل كخزان طويل الأجل للملوثات. وهي تقع في أسفل السلسلة الغذائية، لذلك فان التأثيرات الضارة للملوثات قد تكون لها تداعيات على حيوانات أخرى.
ودعا الباحثون الى تركيز الأبحاث في المستقبل على الآليات البيولوجية والمواد الكيميائية المسببة لهذه الظاهرة.
وكانت دراسات سابقة ربطت ثنائية الجنس واضطرابات أخرى في الغدد الصماء لدى اللافقاريات بالتصريفات السائلة لمحطات معالجة مياه المجاري. وسجلت حالات تأنيث لذكور أسماك المياه العذبة التي تعرضت لمواد كيميائية مخلة بالغدد الصماء نتيجة تصريفات معالجة مياه المجاري أو المياه الزراعية. كما سجلت حالات تذكير للإناث نتيجة مواد كيميائية مخلة بالغدد الصماء لدى رخويات تعرضت لطلاءات تمنع التصاق القاذورات بالزوارق، حيث أدى التلوث في حالات شديدة إلى عقم.