(رويترز) - يواجه المفاوضون بشأن معاهدة للحدّ من تلوُّث البلاستيك مناقشات صعبة في اليوم الأخير من المحادثات المقررة، حيث تدعم أكثر من 100 دولة الحدّ من الإنتاج بينما تريد حفنة من الدول المنتجة للنفط التركيز فقط على النفايات البلاستيكية.
وبينما كان من المقرر أن يُختتم الاجتماع الخامس والأخير للجنة التفاوض الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة للتوصل إلى معاهدة عالمية مُلزِمة قانوناً في بوسان في كوريا الجنوبية يوم الأحد، إلا أنه لم يتم تحديد جلسة عامة نهائية.
وقد تكون المعاهدة هي الصفقة الأكثر أهمية في ما يتعلّق بحماية البيئة وكذلك الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري منذ اتفاق باريس لعام 2015.
وظلّت الدول متباعدة يوم الأحد بشأن النطاق الأساسي للمعاهدة. ومن شأن خيار اقترحته بنما، بدعم من أكثر من 100 دولة، أن يخلق مساراً لهدف عالمي لخفض إنتاج البلاستيك، في حين لا يتضمن اقتراح آخر حدوداً للإنتاج.
وقال كبير المفاوضين في فيجي، وزير المناخ سيڤيندرا مايكل، في مؤتمر صحافي "إذا لم تساهموا بشكل بنّاء، وإذا لم تحاولوا الانضمام إلينا في التوصُّل إلى معاهدة طموحة... فيُرجى الخروج".
وعارض عدد أقل من الدول المنتجة للبتروكيماويات، مثل المملكة العربية السعودية، بشدة الجهود الرامية إلى استهداف إنتاج البلاستيك وحاولوا استخدام تكتيكات إجرائية لتأخير المفاوضات.
ولم يكن لدى المملكة العربية السعودية تعليق فوري.
ووفقاً لمزود البيانات Eunomia، كانت الصين والولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية أكبر خمس دول منتجة للبوليمر الأساسي في عام 2023.
الساعات المتبقية
مع بقاء ساعات فقط للمحادثات المقررة ووجود إجماع يبدو بعيد المنال، يخشى بعض المفاوضين والمراقبين من انهيار المحادثات أو تمديدها إلى جلسة أخرى.
حتى إذا لم يتم التوصل إلى معاهدة ملزمة قانوناً في بوسان، فإن "هذه عملية متعددة الأطراف يمكن أن تستمر في العمل نحو هذا الهدف"، كما قالت رئيسة وفد المكسيك، كاميلا زيبيدا، لرويترز. "لدينا... تحالف من الراغبين، وأكثر من مئة دولة تريد ذلك، ويمكننا أن نبدأ العمل معاً" على طريق المضي قدماً.
ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج البلاستيك ثلاث مرات بحلول عام 2050، وقد تم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في الهواء والمنتجات الطازجة وحتى حليب الثدي البشري.
وأصدر رئيس الاجتماع، لويس ڤاياس ڤالديڤيسو، وثيقة منقحة يوم الأحد يمكن أن تشكل أساساً لمعاهدة.
لكن النص ظل مليئاً بالعديد من الخيارات بشأن القضايا الأكثر إثارة للانقسام: وضع حدّ أقصى لإنتاج البلاستيك، وإدارة المنتجات البلاستيكية والمواد الكيميائية المثيرة للقلق، والتمويل لمساعدة البلدان النامية على تنفيذ المعاهدة.
وتشمل المواد الكيميائية المثيرة للقلق في البلاستيك أكثر من 3200 مادة تم العثور عليها وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2023، والذي قال إن النساء والأطفال معرّضون بشكل خاص لسمّية هذه المواد.
وقال سيڤيندرا: "إذا لم يتضمن (النص) أحكام على نحو ما نتوقعه من معاهدة طموحة، فسنعود إلى نفس العملية للدفع نحو معاهدة طموحة".
"لن يغادر أحد بوسان بمعاهدة ضعيفة".