يدعو كثير من الباحثين الزراعيين إلى استزراع شجرة «الهوهوبا» في البلدان العربية، نظراً إلى أهميتها الاقتصادية المتمثلة بدخول بذورها وأوراقها في استخدامات عديد من الصناعات الطبية والغذائية والزراعية. وهي تتواقف مع طبيعة المناخ السائد في معظم أرجاء المنطقة، إذ تتحمل الظروف البيئية الجافة والحارة، ولا تحتاج إلى المياه بشكل كبير، وهو ما يتناسب مع استراتيجية الزراعة في المملكة التي تسعى لتحقيق التوازن ما بين تنمية القطاع الزراعي والمحافظة على الموارد المائية.
وتدخل «الهوهوبا» في مكونات 300 منتج صناعي وغذائي في الولايات المتحدة، وأجازت المفوضية الأوروبية استخدام زيتها في تغطية الشوكولاتة والفواكه المجففة، لتقليل الفاقد من الرطوبة أثناء عملية التخزين مع الحفاظ على جودتها. كما دخل استخدام أوراق الشجرة في عدد من صناعات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة وبعض المكملات الغذائية التي تصدر إلى العالم.
و«الهوهوبا» شجرة صحراوية معمّرة، أجرى مركز الأبحاث التابع لكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم، دراسات علمية عليها شملت مختلف مناطق المملكة لمعرفة إمكان زراعتها فيها، لتُظهر النتائج أنها شجرة تتأقلم بشكل سريع مع الظروف البيئية المحلية السائدة، ويمكن أن تساهم في دفع حركة تنمية القطاع الزراعي، وزيادة تنوع الاستثمار الاقتصادي فيه.
هذا ما أكده رئيس المركز الدكتور عبدالرحمن عبدالله الصقير الذي بين أن شجرة الهوهوبا التي يطلق عليها «البندق البري» واسمها العلمي Jojoba شرعت الكثير من الدول في استزراعها ودعم وتشجيع الأبحاث العلمية المرتبطة بزراعتها وإنتاج بذورها خصوصاً في دول منطقة الشرق الأوسط، واستنباط الأصناف المناسبة منها لكل منطقة بيئية، لأن بذورها تحوي كميات من الزيت يمكن للإنسان الاستعانة به في غذائه.