اتفق زعماء العالم المشاركون في قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ أمس في نيويورك على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وحماية الغابات وتقديم بلايين الدولارات لمساعدة الدول النامية في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، وزيادة فرص التوصل الى اتفاق عالمي جديد للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في قمة باريس في كانون الأول (ديسمبر) 2015.
استغرقت القمة يوماً واحداً، لكنها وضعت تغير المناخ في مقدم اهتمامات الدورة السنوية التاسعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تباشر جلساتها الرفيعة اليوم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام أكثر من 120 من زعماء العالم المجتمعين في مقر المنظمة في نيويورك: "أطالبكم بالتحلي بروح الريادة... لسنا هنا كي نتحدث، نحن هنا لكتابة التاريخ". ورأى أن "التغيرات المناخية تهدد السلام المكتسب غالياً والرخاء وفرص النجاح لبلايين الأشخاص". وأضاف أنه مع نهاية القرن "يجب أن لا تكون انبعاثاتنا من الكربون أكثر مما يمكن لكوكبنا أن يمتصه". وطالب الحكومات بضخ مئة بليون دولار سنوياً في الصندوق الأخضر للمناخ، علماً أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي قدمت مساهمة كبيرة ببليون دولار، في حين وعدت فرنسا بتقديم بليون دولار.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته إن إدارته ستعلن أهدافاً جديدة لتخفيض الانبعاثات الكربونية السنة المقبلة، وسوف تفي بالتزامها الحالي تخفيض الانبعاثات بنسبة 17 في المئة بحلول سنة 2020. وأضاف أن "الولايات المتحدة والصين هما أكبر اقتصادين وأكبر مطلقين للانبعاثات في العالم، وهما تتحملان مسؤولية خاصة للقيادة". واعتبر أن الصين لم تعد قادرة على الادعاء أن مسؤولية مكافحة تغير المناخ تقع فقط على عاتق البلدان الصناعية في أميركا الشمالية وأوروبا.
ودعا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قادة العالم الى إنجاز اتفاق مناخي جديد في باريس، لكنه لم يقدم أي تعهدات إضافية لبلاده، قائلاً إنها "تلعب دورها" وتسعى الى تخفيض انبعاثاتها بنسبة 80 في المئة بحلول سنة 2050.
وتحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نيابة عن المجموعة العربية، فقال إن المنطقة العربية الواقعة في نطاق المناطق الجافة والقاحلة هي أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ. وأضاف أن التوصل الى اتفاق يعالج الظاهرة يستدعي تضافر جهود الجميع لخفض الانبعاثات وللتكيف مع الآثار السلبية بحسب حجم مسؤوليات كل جهة وقدراتها.