كان من أول قرارات رئيس وزراء الهند الجديد نارندرا مودي فور تنصيبه في أيار (مايو) الماضي إنشاء وزارة متخصصة تحت إشراف وزير الموارد المائية، لتولي عملية تنظيف نهر البلاد الوطني: الغانج. ومع ذلك، لم يرد أي ذكر لأكبر روافد الغانج، وهو نهر يامونا الذي يعتبر من أكثر الأنهار تلوثاً في العالم، والذي تتجاهله السلطات رغم أنه يوفر للعاصمة دلهي 70 في المئة من احتياجاتها من المياه.
لكن هذا الإهمال ليس جديداً. فعلى رغم ملايين الدولارات التي تضخ في العديد من المخططات الطموحة التي تمولها الدولة، والتدخل المباشر من المحكمة العليا والجهات الحكومية، تحول نهر يامونا الأسطوري إلى ما يشبه المجرور. فوفقاً للمجلس المركزي لمكافحة التلوث، تساهم العاصمة دلهي وحدها بنحو 80 في المئة من التلوث الذي يعاني منه هذا النهر الذي يبلغ طوله 1370 كيلومتراً. وفي عام 2010، وصفته المحكمة العليا الهندية بأنه «مستودع القذارة». ويلعب يامونا دوراً محورياً في الحياة في دلهي، ويوفر المياه لنحو 57 مليون شخص يعيشون في سهوله الفيضية. وتستخدم 92 في المئة من مياهه لري أكثر من 12 مليون هكتار من الأراضي الزراعية التي تغذي جزءاً كبيراً من سكان الهند البالغ عددهم بليوناً و200 مليون نسمة.
وكان الجمال الباهر لنهر يامونا شجع المغول على بناء أحد أروع المعالم على ضفافه: تاج محل. ومع ذلك، يتضرر هذا النهر بالتلوث الرهيب الناتج عن كميات القمامة الضخمة الذي تلقيها في مياهه ملايين الأسر، ومرافق الصرف الصحي، وتآكل التربة بسبب إزالة الغابات، ناهيك عن المواد الكيميائية السامة كالمبيدات والأسمدة. ويشدد خبراء على أن مدى تلوثه أصبح مروعاً بحيث تغطي مياهه الآن طبقة سميكة دائمة من الرغوة. وبات يوصف بالنهر الميت لأن مستوى التلوث فيه يحول دون بقاء الأسماك والأحياء المائية الأخرى على قيد الحياة.