كشفت دراسة لكلية الزراعة في جامعة ميسوري الأميركية أن بوسع أنواع من النباتات سماع صوت الحشرات وهي تأكل أوراقها، وأنها تفرز مواد كيميائية تنفر الحيوانات والحشرات من مواصلة التغذي عليها. وأضافت أن للنبات نظاماً دفاعياً فائق الدقة يستطيع التمييز بين الأصوات العادية التي لا تشكل تهديداً والأصوات الناتجة عن أكل الزواحف والحشرات لأوراقها.
وضع الباحثون يرقات صغيرة وفراشات في وريقات نبات الأرابيدوبسس، وهو نبات زهري صغير ينتمي لفصيلة القرنبيط، ثم قاموا بقياس ردود أفعال النبات على مضغ اليرقات لأوراقه، عن طريق استخدام تقنية الليزر ومواد عاكسة وضعت عليه. وعمدوا بعد ذلك الى تشغيل تسجيلات لعملية أكل اليرقات للنبات، ولاحظوا أنه أثناء هذه العملية قام النبات بإنتاج نسبة زائدة من زيوت كيميائية غير محببة لليرقات، كما أصدرت النباتات اهتزازات مضادة لاهتزازات الموجات الصوتية الناجمة عن صوت مضغ وريقاتها. ولاحظ الباحثون أن نسبة الزيوت والاهتزازات لم تزد عندما "سمع" الأرابيدوبسس صوت أكل الحشرات لأشياء أخرى، ما يدل على قدرته على تمييز مصدر الاهتزازات في البيئة المحيطة به وتحديد ما إذا كان الخطر يداهمه هو أم لا.
وفتح هذا البحث المجال للتعرف على سلوكيات النباتات الدفاعية وردود أفعالها المشابهة الى حد ما ردود أفعال الحيوانات.
وكان باحثون ألمان في جامعة بون اكتشفوا أن النباتات يمكنها التحادث بغرض التحذير. كما أثبتت أبحاث سابقة أن نوعين من نبات الرز يستجيبان للموسيقى، وأن جذور الذرة تميل نحو الاتجاه الذي تظهر منه ترددات معينة، وهو ما أكدته أيضاً دراسة نشرت في سبعينات القرن الماضي وتفيد أن النبات يفضل الموسيقى الكلاسيكية على موسيقى الروك.
ويأمل العلماء في التمكن من استخدام نتائج أبحاثهم لتطوير طريقة تعزز استخدام القدرات السمعية للنبات في وقاية المحاصيل الزراعية، من دون الحاجة إلى المبيدات الكيميائية المضرة بالبيئة.