التلوث، وليس الأمراض، هو السفاح الأكبر في الدول النامية، يقتل نحو ثمانية ملايين ونصف مليون شخص كل عام، أي أكثر من الوفيات الناجمة عن الملاريا بثلاثة أضعاف، وأكثر من تلك التي يسببها فيروس نقص المناعة المكتسب (إيدز) بنحو 14 ضعفاً. ومع ذلك، يتلقى التلوث جزءاً بسيطاً من اهتمامات العالم.
وحذر ريتشارد فولر، في دراسة للتحالف العالمي للصحة والتلوث، وهو هيئة تعاونية من الوكالات المتعددة الأطراف والدولية والحكومات والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني، من «أن تلوث الهواء والنفايات الكيميائية يزداد بسرعة في المناطق النامية، وهو القاتل غير المرئي ... يصعب تعقب أثره لأن الإحصاءات الصحية تقيس الأمراض، لا التلوث»، ونتيجة لذلك يُعتبر مسألة ثانوية.
وشملت الدراسة بيانات من منظمة الصحة العالمية وغيرها، تفيد أن نحو 7,4 مليون حالة وفاة كانت بسبب مصادر التلوث من الهواء والماء والصرف الصحي وانعدام النظافة الصحية، إضافة الى مليون حالة وفاة على الأقل بسبب النفايات الكيميائية والصناعية السامة التي تلوث الهواء والماء والتربة والغذاء.