تم إطلاق 117 صقراً من نوعي الحر والشاهين في براري كازاخستان في الذكرى العشرين لبرنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور. ووصل مجموع الصقور التي أطلقت منذ الدورة الأولى للبرنامج عام 1995 إلى 1671 صقراً.
وقد تمت معظم عمليات الإطلاق في باكستان وإيران وقيرقيزستان وكازاخستان. ونتيجة لعمليات المراقبة على مدى عدة سنوات، اتضح أن كازاخستان توفر البيئة الأمثل لبقاء الصقور. وتعتبر هذه الدولة موقعاً مثالياً لما تتمتع به من تضاريس طبيعية متنوعة ومناطق جبلية وسهول شاسعة تقع ضمن نطاق هجرة الصقور وتوفر لها البيئة الملائمة لاصطياد الطرائد والتكاثر وتربية الفراخ. وقد تم اختيار توقيت جميع الإطلاقات العشرين ليناسب موعد هجرة الصقور إلى مناطق التكاثر، كما يلاحظ أن المناطق يتم اختيارها بعناية فائقة من بين المواقع الآمنة التي تقع على مسارات الهجرة وتتوفر فيها أعداد كافية من الفرائس التي تفضلها الصقور.
تبدأ الاستعدادات لبرنامج الإطلاق قبل نهاية موسم الصيد السنوي تحت إشراف هيئة البيئة - أبوظبي ومستشفى أبوظبي للصقور التابع للهيئة، حيث يتم إدخال الصقور قبل إطلاقها في برنامج لإعادة تأهيلها من أجل مساعدتها على التأقلم بعد إعادة إطلاقها في الطبيعة. وتخضع الصقور المختارة لإشراف بيطري وتدريب مستمر وغذاء متنوع لبناء أجسامها وتقوية عضلاتها. ولكل صقر رقم متسلسل على حلقة في رجله ومبين عليها عنوان البرنامج. ويحمل كل طائر شريحة إلكترونية صغيرة تتم زراعتها تحت الجلد لتحديد هويته في حالة وقوعه في الأسر. وتم تزويد 4 صقور من الشاهين و5 صقور من الحر بأجهزة تتبع عبر الأقمار الاصطناعية تعمل بالطاقة الشمسية من أجل متابعة مسارات الطيران وجمع البيانات العلمية المتعلقة بمعدلات بقاء الصقور على قيد الحياة.
الجدير بالذكر أن جميع الصقور التي تبرع بها الصقارون المحليون على مدار العام الماضي أو التي صادرتها السلطات المعنية بسبب مخالفة القوانين واللوائح التنظيمية، خضعت لمجموعة متكاملة من الفحوص الطبية والتدريبات المكثفة قبل إطلاقها إلى البرية.
وكان سكان شبه الجزيرة العربية يعتمدون على الصقارة، أي الصيد بالصقور، لتوفير مورد حيوي من الغذاء خلال فترات الشتاء. وتحول هذا النشاط إلى رياضة للأباطرة والملوك والنبلاء في أجزاء مختلفة من العالم. وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية منذ العام 2010.
وقال محمد أحمد البواردي، العضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي الذي قاد البرنامج منذ إنشائه: "تمثل تقاليد الصقارة عنصراً هاماً في تراثنا وثقافتنا، ومن خلال التشبع بمبادئها المستدامة، تعلمت أجيال الصقارين احترام الطبيعة وأدركت قيمة المحافظة عليها، كما ساعدت الصقارة على تقوية روابطنا الوثيقة بالوطن والصحراء الواسعة. وتثبت الإنجازات التي حققها برنامج الشيخ زايد حتى تاريخه أن حماية التراث والثقافة الوطنية من جهة، وتعزيز الحفاظ على الأنواع الحية من جهة ثانية، لا يتناقضان بل يتكاملان في صيغة من الشراكة المتوازنة التي تحقق المنفعة لجميع الأطراف. واليوم، معظم الصقارين هم من حماة الطبيعة الذين يقتفون أثر الرجل الذي كان مصدر الإلهام لنا جميعاً، الشيخ زايد رحمه الله".