حذر مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة اليمنية صنعاء من اتساع الفجوة الغذائية في مجال الحبوب، إذ بلغت نهاية العام الماضي 85 في المئة. وأشار المركز في تقرير إلى «تراجع حجم الاكتفاء الذاتي الغذائي إلى 15 في المئة، ما يعتبر مقلقاً مقارنة بالسنوات الماضية حين بلغت الفجوة الغذائية 84 في المئة عام 2009، لتتراجع إلى 77 في المئة عام 2010، قبل أن تعاود الارتفاع وتسجل عام 2011 نحو 81 في المئة، ومع نهاية عام 2012 وصلت إلى 85 في المئة».
وأظهرت الإحصاءات الزراعية أن اليمن ينتج سنوياً 250 ألف طن من القمح، و660 ألف طن من الحبوب الأخرى.
وعزا التقرير استمرار الفجوة الغذائية من القمح إلى أسباب عدة أبرزها «الانخفاض المستمر في المساحات المزروعة وكميات الإنتاج المحلي من القمح والحبوب، الذي يغطي عُشر الطلب المحلي، فضلاً عن ندرة المياه والاعتماد على مياه الأمطار التي تتصف بالندرة والتباين، وتواضع إنتاج وحدة المساحة المزروعة من الحبوب إذ بلغ متوسط إنتاج الهكتار نحو طن واحد في أفضل تقدير».
وأشار إلى «ارتفاع سعر القمح المحلي مقارنة بالقمح والدقيق المستوردين، ما أدى إلى عزوف المزارعين عن إنتاج الحبوب عموماً، وازدياد الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة، ما أدى بدوره إلى إهمال المزيد من الأراضي الزراعية والعادات والتقاليد الغذائية المتمثلة في تخزين كميات كبيرة من الحبوب في البراميل، وذلك لضمان توافر كميات القمح والدقيق خلال السنة».
وحذر التقرير من تفتت الحيازات الزراعية ووعورة الطرق، ما يصعّب استخدام الآلات الزراعية الحديثة أو إتباع أساليب الري الحديثة في معظم الأراضي، ومن ارتفاع معدل النمو السكاني البالغ ثلاثة في المئة سنوياً.