يعمد السكان في بلغاريا إلى إشعال الحطب والإطارات والنفايات لمواجهة برد الشتاء القارس، مساهمين بذلك في تحويل بلدهم الأفقر في أوروبا إلى الأكثر تلوثاً أيضاً.
وصُنفت مدينة برنيك الصناعية ذات الثمانين ألف نسمة غرب بلغاريا على أنها أكثر مدن الإتحاد الأوروبي تلوثاً، وفق التصنيف الأخير الذي أعدته الوكالة الأوروبية للبيئة. وتعد العاصمة البلغارية صوفيا الأكثر تلوثاً بين العواصم الأوروبية، وتحتل المرتبة الحادية عشرة في العالم، تليها بوخارست عاصمة رومانيا التي تحتل المرتبة السابعة والخمسين. وتأتي في ترتيب قائمة البلدان الأوروبية الأكثر تلوثاً بلغاريا وإستونيا وهنغاريا واليونان والبرتغال.
ويساهم استخدام الفقراء للفحم في زيادة التلوث في بلغاريا بنسبة 58 في المئة. إلا أن التدفئة ليست المسؤولة الوحيدة عما يصيب البلاد من تلوث، فمنظمة "غرينبيس" تشير بالاتهام الى المصانع الحرارية التي تنتج 43 في المئة من الطاقة الكهربائية في بلغاريا. وتفيد بأن ألفي شخص يموتون في بلغاريا سنوياً بسبب مضاعفات ناجمة عن التلوث الذي تولدّه هذه المصانع.
أما في صوفيا الواقعة بين الجبال والمغطاة دوماً بطبقة سميكة من الدخان، فإن التلوث مصدره السيارات المتهالكة الكثيرة، والإدارة السيئة لحركة السير عموماً. ففي العام 2013 اشترى البلغاريون 250 ألف سيارة، منها 20 الفاً فقط جديدة، فتحولت صوفيا الى "مقبرة للسيارات".