الطاقة الكامنة في الأزهار كانت هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لبعض الحيوانات المنقرضة من العصر الجليدي، ومنها ثدييات ضخمة مشعرة كأفيال الماموث ووحيد القرن.
خلص علماء فحصوا الحمض النووي المحفوظ في الترسبات المتجلدة في منطقة القطب الشمالي، وفي بقايا هذه الحيوانات القديمة، الى أن حيوانات العصر الجليدي كانت تعتمد بشدة على الأزهار البرية الغنية بالبروتين التي كانت يوماً تغطي الأراضي البرية في المنطقة.
بعد دراسة تاريخ النباتات على مدى 50 ألف عام في المنطقة القطبية الشمالية وسيبيريا وأميركا الشمالية، نشر هؤلاء العلماء بحثاً في مجلة "نيتشر" قالو فيه إن التغير المناخي الهائل الذي حدث في العصر الجليدي أدى الى تقلص حاد في هذه النباتات، وان المنطقة القطبية أصبحت مغطاة بالحشائش والشجيرات التي تنقصها تلك القيمة الغذائية الموجودة في الأزهار التي كانت تقتات عليها تلك الحيوانات الضخمة.
ويعتقد الباحثون أن هذا التغير في طبيعة النباتات بدأ منذ نحو 25 ألف عام وتوقف منذ نحو عشرة آلاف عام، وهي فترة انقرض خلالها عدد كبير من الحيوانات العملاقة. وظل العلماء يبحثون طوال أعوام عن سبب هذا الانقراض الجماعي، حين نفق ثلثا الحيوانات الكبيرة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وكانت المنطقة القطبية الشمالية مليئة بقطعان الحيوانات الضخمة وتشبه الى حد ما منطقة سهول السافانا في أفريقيا. وكان بين هذه الحيونات أفيال مشعرة ووحيد القرن وخيول وثيران وجمال وأيائل، الى جانب مجموعة من الحيوانات المفترسة منها الضباع والقطط البرية والأسود والدببة.