لدى الكاتب السينمائي الشاب لوي نان فينغ في شقته في العاصمة الصينية بيجينغ خمسة أجهزة لتنقية الهواء، وجهازان لرصد جودة الهواء، وشبكة لتنقية المياه. وهو لا يشتري إلا المنتجات الغذائية العضوية. ومع ذلك كله يخشى على صحّة ابنته البالغة من العمر عامين.
وهو قال: "أشعر بالأمان داخل البيت، لكن عندما نخرج إلى المركز التجاري مثلاً فإن الهواء داخله يشبه خارجه. إنه أمر ميؤوس منه".
دفع استمرار التلوث في الصين والفضائح المتعلّقة بسلامة المنتجات الغذائية أعداداً متزايدة من المستهلكين إلى إنشاء "فقاقيع" للهواء النظيف والمياه النقية والمنتجات الآمنة داخل البيوت وفي السيارات. وقد أصدر المجلس البلدي في بيجينغ «التحذير الأحمر» مرتين هذا الشهر، وهي سابقة تلجأ فيها العاصمة إلى التحذير من موجات كثيفة من الضباب الدخاني.
وبدأت شركات محلية وأجنبية تتنبه إلى ما تسميه «عائلات الفاقيع»، وهو مؤشّر ديموغرافي يرجع ظهوره إلى التقنيات الحديثة والانتشار السريع للتجارة الالكترونية.
بالنسبة إلى شيو بينغ، وهو مهندس كيميائي شاب في شنغهاي، فإن حمل زوجته غيّر كل شيء: «لدي الآن حياة يجب حمايتها، ومن واجبي أن أوفّر لها بيئة آمنة". وهو أنفق نحو 30 ألف يوان (4600 دولار) لشراء جهازين لتنقية الهواء و20 ألف يوان (3100 دولار) لشراء شبكة لتنقية المياه، واقتصر شراء لعب الأطفال على شركات كبيرة موثوق بها.