حذرت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، من أن قضية ندرة المياه والأمن المائي أصبحت أكثر إلحاحاً، حيث ازداد الطلب على المياه بشكل كبير، كما أن معدل التغذية الطبيعية منخفض جداً مما جعل استخدام المياه الجوفية غير مستدام. وأضافت أن كميات المياه في طبقات المياه الجوفية في أبوظبي تناقصت عن العام الماضي مما ينذر بالخطر، داعية إلى ضرورة إدراك خطورة هذه القضية والحاجة الملحة لمعالجتها وإيجاد حلول مناسبة لها.
جاء هذا التصريح خلال الكلمة الرئيسية التي ألقتها المبارك أثناء افتتاح القمة العالمية للمياه 2014، التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) من 20 إلى 22 كانون الثاني (يناير).
وقالت المبارك خلال تحدثها في جلسة حول تحقيق الإدارة المتكاملة لموارد المياه من خلال الحوكمة الفاعلة: "من بين 22 دولة من أعضاء جامعة الدول العربية، هناك 8 دول تعتبر من أقل الدول في العالم من حيث نصيب الفرد من المياه، وهو أقل بكثير من حد الفقر المائي".
وأضافت: "في أبوظبي تعتبر المياه الجوفية مصدراً هاماً وغير متجدد، ويعود تاريخ المياه الجوفية هنا إلى ما يقرب من 10000 عام خلال العصر الجليدي. ولحسن الحظ، لدينا الموارد المالية اللازمة التي تمكننا من تحلية مياه البحر واستخدامها في الشرب وأغراض النظافة العامة، ولكن مواردنا من المياه الجوفية ضرورية للزراعة ولدعم نظمنا البيئية الطبيعية التي تعتمد عليها قطاعات اقتصادية مثل السياحة".
وفي مجال حديثها عن الجهود التي تبذلها حكومة أبوظبي لمعالجة هذه القضية قالت المبارك: " خلال عام 2013، وبناءً على توجيهات لجنة وضع وتنفيذ الاستراتيجية المائية والزراعية في إمارة أبوظبي، قامت هيئة البيئة – أبوظبي بالعمل مع الجهات المعنية بقطاع المياه بوضع استراتيجية خمسية لإدارة الموارد المائية في إمارة أبوظبي. وتغطي هذه الاستراتيجية التي سيتم إطلاقها اليوم الموارد الثلاثة الرئيسية، وهي المياه المحلاة والمياه المعاد تدويرها والمياه الجوفية، والقضايا المتعلقة بوفرة المياه والطلب عليها".
وأضافت: "من خلال هذه الاستراتيجية سنعمل على تعزيز كفاءة استخدام المياه قدر المستطاع، وكلما كان ممكناً فنياً واقتصادياً سنستبدل المياه الجوفية بمورد أخر، ويفضل أن يكون البديل هو المياه المعاد تدويرها، لذلك نحتاج إلى خطة لتحقيق التوازن بين استخدامنا للمياه والميزان المائي".
وتشارك الهيئة في المعرض المصاحب للقمة العالمية للمياه 2014، وتعرض في جناحها المبادرة الأولى من نوعها في الإمارة لإعادة استخدام المياه المعاد تدويرها في قطاع الزراعة لري المحاصيل، التي سيبدأ تنفيذها في 216 مزرعة في منطقة النهضة. وقد تم الانتهاء من المشروع وتديره الآن شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي. كما تسلط الهيئة الضوء على الجهود التي تبذلها لمراقبة استخدام المياه الجوفية وإدارتها بطريقة مستدامة، من خلال استخدام عدادات المياه التي سيتم تركيبها على الآبار. وستساهم البيانات المستخرجة من هذه العدادات في تعزيز إدارة المياه بكفاءة لتحقيق أفضل إنتاجية للمحاصيل في المزارع والغابات.