نورا الحناكي ("الحياة")
نجح فريق الطيران الشراعي، الذي أسسه حسين الهندي في محافظة الخرج (80 كيلومتراً جنوب الرياض) قبل تسع سنوات، في تحويل نشاطاته من مجرد هواية إلى القيام بأدوار إنسانية، منها البحث عن فتاة مخطوفة، وتوجيه الناس في مواقع السيول، أما آخرها فتمثل في انتشال تائه في الصحراء.
اعتاد الطيار الشراعي حسين الهندي في طفولته ادخار نقود عيديته لشراء طائرة. ودفعه شغفه لاحقاً إلى تصنيع طائرة تعمل بالتحكم من بعد وهو لم يتجاوز سن الـ19. وحصل على رخصة طيران خاص من جنوب أفريقيا، ورخصة مدرب طيران شراعي من بريطانيا، لينشئ قبل ثماني سنوات مدرسة تحمل اسم «سماء السعودية» لتعليم الطيران الشراعي في محافظة الخرج. وبدأ آنذاك بتشكيل فريق من ثلاثة أشخاص وصل عددهم الآن إلى 12 شخصاً، كما تخرج في مدرسته 70 متدرباً
.
آلية تدريب الملتحقين ومدتها شهر تشمل حصصاً نظرية، يتعرف من خلالها المتدربون على الطقس والتضاريس والقوانين الجوية وغيرها، في حين يتمثل الجزء العملي في التعريف بالمعدّات والتدريب عليها، لتكون نهاية البرنامج التدريبي رحلة جوية بمثابة اختبار للطيّار، يمنح على أثرها رخصة طيار شراعي من نادي الطيران السعودي.
تتنوّع الطائرات الشراعية البالغ عددها 17 التي تضمها المدرسة، ما بين طائرة شراعية محمولة على الظهر يعتمد فيها الإقلاع والهبوط على الأقدام، وطائرة «ترايك» بمظلة ترتكز على عربة تحمل شخصين، أما طائرة «مايكرولايت» فيتميز جناحاها بأنهما مثلثان وهي بحاجة إلى مدرج.
وفي ما يتعلق بالمتدربين، فإن رغباتهم تختلف في اختيار الطائرات تبعاً للسرعة أو الأكثر عملية والأقل مشقة، كما يتباين سعر التدريب عليها تبعاً لنوعها، إذ يبلغ ثمن التدريب على النوع الأول 5 آلاف ريال خلال شهر، والثاني 6 آلاف ريال، فيما يصل سعر التدريب على النوع الثالث إلى 12 ألف ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
ويؤكد الهندي أن الطيران الشراعي يعد رياضة الأغنياء لارتفاع ثمن التدريب عليه، مطالباً نادي الطيران ورجال الأعمال بدعم هذه الرياضة ومدارسها أسوة بغيرها من الرياضات، وتفعيل النادي ببطولات منظمة بين المدارس لزيادة التنافس وتشجيع الطيارين. ويضيف أنه لا يزال عدد من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية يجهلون دور الإعلان الطائر في تفعيل دعايات لجهاتهم ومنتجاتهم من خلال الطيران الشراعي.
وقال المدير التنفيذي لنادي الطيران السعودي عبدالله الجعويني إن موازنة نادي الطيران تمول ذاتياً مقارنة بالأندية الأخرى، مضيفاً: "نشأ نادي الطيران السعودي بقرار مجلس الوزراء قبل أعوام عدة، ليعمل بصفة غير ربحية لممارسة هواية الطيران".